إسلام فرجاني
للأمانة التاريخية رجل السياسة الوحيد الذي له القدرة على فرض واقع في تونس ما بعد الثورة هو الرئيس الحالي للجمهورية الباجي قائد السبسي.
هذا ما فرض حالة التوافق بين الشيخ راشد الغنوشي والباجي قائد السبسي.
لم تستطع حركة النهضة طيلة حكم الترويكا فرض أي واقع ممكن وكل ما خرجت الأمور على السيطرة جاء الباجي لارجاع البلاد إلى واقعها وإخراجها من عنق الزجاجة.
ما يحسب لحركة النهضة وبقائها متماسكة إلى حد الآن هو درجة تأقلمها مع محيطها والدرجة العالية من الحرفية في أخذ قرارات مصيرية للحركة ومستقبل تونس ما بعد الثورة في الوقت المناسب لا لفرض واقع لكن لركوب قطاره.
أما بالنسبة لجل الأحزاب المعارضة الموجودة الآن على الساحة والتي تنصب أنفسها على أساس “أحزاب ثورية” فهي بعيدة كل البعد على أي واقع وليس لها أي برنامج او تصور أو رؤية لفرض أي واقع ممكن.
هته الأحزاب تحلل الواقع على أساس أيديولوجيات أكل عليها الدهر وشرب أو أفكار وتحاليل نظرية مبنية على واقع شخصي يفتقد لكل المعايير الحرفية أو ركوب على الأحداث وتوظيفها بطريقة ساذجة لصالح الحزب دون أن يكون لها أي تأثير متواصل على آلة الزمن ولنا مثاليين وهما طريقة ما يعتبرونه نقد لمقترح الباجي حكومة وحدة وطنية أو غياب الباجي فترة عيد الفطر.
لو دخلت على صفحة أمين عام لأحد هته الأحزاب و قرأت ما دون تحسب نفسك تقرأ جريدة الكرتونية شهرت بنقل الإشاعات و تعمل من أجل تشويه الخصم.
أتحسب أن الشعب التونسي ساذج لهته الدرجة؟
المسار السياسي رغم نجاحه النسبي وتحقيق عدد من أهدافه إلا أن المشهد الحزبي لم يحقق بعد درجة من الاستقرار ولم يبلغ بعد درجة وعي وتطلعات الشعب التونسي مما يفرض إعادة النظر في تشكيلة الساحة السياسية وإمكانية ظهور أحزاب جديدة أكثر وعي والتزام وحرفية من سابقاتها.