خيرُ كِلَاب الأَرض
محمد عبد العزيز
• خيرُ كِلَاب الأَرض كلب شرس قوي مدرب مطيع، يحرس سيده وأسرته، يعرف حدود مهمته، لا تعنيه حقيقة السيد ولا تعنيه أفعاله ولا أقواله ولا أخلاقه ولا مِلَّته.
• خيرُ كِلَاب الأَرض يعيش بالأوامر، ينبح، يعض، يقف، يجلس، يمشي، يعدو، يصحو، ينام، يتناول الطعام، يحب، يكره، يسالم، يعادي، يتودد أو يستأسد، بحسب رغبة السيد.
• خيرُ كِلَاب الأَرض قد حصر في سيده ولائه، يؤمن بأنه سر وجوده و بقائه، يحب سيده و يبغض ويقتل ويمزق أعدائه.
• خيرُ كِلَاب الأَرض لا يميز أنفه الحساس بين الخير والشر ولا يعرف الفرق بين الفاجر والبر، ولا يدرك الفرق بين عالم الأزهر والذي هر لكنه يميز جيداً أعداء سيده.
• خيرُ كِلَاب الأَرض له جانب بديع، فهو في حضرة سيده ورفاقه حمل وديع، يأمره سيده فيطيع، يهز له ذيله ويرفعه، يلعق حذائه حتى يلمِّعُه، إذا ألقى سيده عصا تافهة يعدو فوراً ورائها، يغطس ويسبح ويخاطر بنفسه من أجل إحضارها، ولو كانت العصا التي سيضربه سيده بها.
• خيرُ كِلَاب الأَرض يمكنه أن يؤدي عدة أدوار متباينة، يمكنه أن يؤدي دور الهرة الوديعة، أو اللبؤة الشرسة المُريعة، يمكنه أن يقفز الحواجز، يقتحم النيران، يتقمص دور الفرسان، ينافس الشجعان، يمشي على أربع أو اثنان، يؤدي دور البهلوان، يقلد الإنسان، يتقن دور الفنان والعاشق الولهان، أو حتى دور الأبوة والأمومة والحنان.
• خيرُ كِلَاب الأَرض يرى بالأبيض والأسود، لا يميز الألوان، يميز أهل الخير والشر بعيون سيده، فكل حلفاء سيده أخيار طيبين، وكل أعداء سيده أشرار ملعونين.
• خيرُ كِلَاب الأَرض يحب سيده لدرجة العبادة، ولو رأى فيه العته وشم في رائحته الخيانة والبلادة، يظن أن الطوق برقبته قلادة، و يعتقد أن الموت من أجل سيده شهادة.
• خيرُ كِلَاب الأَرض مضرب المثل في الوفاء، لكنه وفاء الألفة والعادة والغباء،
• خيرُ كِلَاب الأَرض يقدس من ربطوه وحبسوه لأجل الطعام، لا يسأل عن طعامه أحلال هو أم حرام، هل صنعوه أم اشتروه أم اغتصبوه ونزعوه من فم الأيتام.
• خيرُ كِلَاب الأَرض ليس له فكر ولا حكم ولا رأي ولا نفس عزيزة، فهو مجرد حيوان يعيش لملء بطنه وإشباع الغريزة.
• خيرُ كِلَاب الأَرض مخلوقٌ مهان، سعيد بالامتهان، يجد فيه الأمان، لا يحمل هموم الإنسان، لا يهمه الأرض ولا العرض ولا حُرمة الأديان.
• خيرُ كِلَاب الأَرض لا يفقه معنى الشرف، هو مجرد حيوان حارس محترف.
تنبيه:
“إن أي تشابه بين صفات الكلب الواردة في المقال وصفات أي كائن آخر هو من قبيل الصدفة أو من محض خيال ذلك الكائن”.