نحتاج هدنة شاملة توقف الاحتراب الأهلي الصامت

زهير إسماعيل 

استمعتُ إلى رئيس الجمهوريّة في خطاب إعلان الطوارئ. ولعلّ أهمّ استنتاج خرجتُ به هو حجم الإجرام الذي اقترفه القديم العائد ومن ساعده على العودة إلى رأس الدولة.

هل كنّا في حاجة إلى كلّ هذا الوقت وكلّ هذا الدمار الاقتصادي وكلّ هذا التفتيت الاجتماعي وكلّ هذا الضعف الذي عليه أجهزة الدولة، لكي يقتنع هؤلاء ويرددوا ما كنّا نقوله منذ أربع سنوات:

بعد أن تسلّلوا إلى السلطة، في الشروط المعلومة، التحقوا بما كنّا نقول وتبنّوا وجهة نظرنا بألفاظها أحيانا. وسنقول اللحظة لهم كلاما سيلتحقون به متأخّرين مرّة أخرى وفي ظروف أخرى:

نقول لهم في الأخير:

إنّ أداءكم اليوم كشف عن ضعف أصيل وعن خلل هيكلي في الرؤية لم ينفع معهما تطاولكم في مرحلة التأسيس، بعد أن تحصلتم على صفة “معارضين”، وهي صفة ما كنتم لتبلغوها لولا شفاعة من كنتم شفيعه عند بن علي.
وإنّ سبب الخلل في تقديرنا هو أنّكم لم تتخلّصوا من منوال الاستبداد في مرحلة بلغ فيها الشعب شوطا مهمّا في تأسيس الاختيار الحرّ. وأنّ الدولة في ثقافتكم مؤسسة وظيفيّة أساسها قمع المخالفين وتحقيق المغنم.
وإنّ كلّ محاولة منكم للعودة بها إلى الوظيفة السابقة سيلاقي تصدّيا حازما منّا وسيعطي لتصنيفنا إيّاكم ضمن حلفاء الإرهاب الموضوعيين، وربّما الحقيقيين، مصداقيّةً. وتكونون بذلك قد ارتكبتم جرما مزدوجا:

تبدون نشازا في العمليّة السياسيّة بل خارجها، رغم وجودكم على رأس مؤسسات الدولة.

Exit mobile version