تدوينات تونسية

صرّف عُقَدَك بعيدا عن تاريخ الرّجال !

الخال عمار جماعي

السيّد المغنّي، صاحب الأناقة صلاح مصباح…
في الحقيقة أنا مضطرّ للردّ عليك وما تعوّدت أن أنزل هذه المنزلة فقد عُوّدنا أن نجادل نظراءنا في المعرفة لا أن نتبع لغو أمثالك ممّن “يحيّرون إسمهم” كلّما نسيهم النّاس بالمرض مرّة وبالتصرّف الأرعن الشّاذ مرّات وفي الأغلب بالإدّعاء والكذب !… ولولا أمانة حمّلني إيّاها بعض أهلي الغاضبين لاكتفيت بابتسامة هزء وسخرية على “سيرك” البارحة الذي كشف ما تحت الأناقة المخطّطة عقدا ومرضا نفسيّا شفاك الله منك !
في البداية دعك من المتاجرة الرّخيصة بالعنصريّة فقد أكلت منها خبزا كثيرا بدءا بـ “أنا أسمر” حتى “يمّة لسمر دوني” فرضيت لنفسك بجعلها “ماركة مسجّلة” لك زمن “نضالك ضدّ الطرابلسيّة” والقصّة إيّاها !

ليس هذا موضوعنا لأنّ الجميع يعلم أنّنا في الجنوب “سمر الوجوه كريمة أحسابنا” ولم نفرّق في اللّون ولا الجنس إلاّ أن يكون صاحبه “كلب بن كلب”… أمّا حين يرد على لسانك وأنت “ترفس كالثّور” مساسا بأيقونة أهل الحامّة “محمّد بن صالح الدغباجي الخريجي” -وهو من هو وأنت من أنت !- نقول لك: “قف عند حدّك… هذا مضمار الرّجال لا مغنّي النوبة والحضرة”!

قلت فيما نفثته من عقد أنّ “الدغباجي” كان أسود البشرة ! فبربّك هل تعرف صورته ؟ هل يفهم عقلك الصغير ما معنى صورة قديمة وحيدة بالأسود والأبيض ؟ هل تعرف أهله الزغابنة ؟ والله إنّهم أكثر بياضا وأوضح وجها من “الخال الأسمراني”!… لكن ما نقول في عمى الألوان الذي يجعلك لا ترى إلاّ بياضا وسوادا ؟! الدغباجي كان بسمرة أهله الذين غنّيت لهم “أهل السواعد سمر”… وهذه أولى مغالطاتك التي ستبني عليها أسوأ قول في حقّ أهله وقبيلته “بني زيد” التي أنجبت بعده محمد عليّ الحامي والطاهر الحدّاد والطاهر لسود والساسي لسود (هؤلاء أبناء عمومة الدغباجي ولقبهما لا يشير إلى لونهما لعلمك !) والجلولي فارس (رئيس المجلس التأسيسي 57) ونورالدين بن خذر (مؤسس تيار اليسار التونسي) وراشد الغنّوشي و”الحبل على الجرّارة”…

حين تتقعّر في تنافخك الكاذب بأنّ “أهله باعوه وأنّه بات ليلة إعدامه في عرّام” (حيث الطائفة السمراء) فإنّك يا جاهل لم تقرأ التاريخ ولا حتى الكتاب اليتيم لمحمّد المرزوقي الذي كتب بحرفيّة المؤرّخ عن “الدغباجي” ورفعا لجهلك نفيدك فقط بحادثتين تفنّدان ادّعاءك أيها الدعيّ: في واقعة المغذيّة أصيب الدغباجي بجرح عميق وتمّ أسره بعد أن ضربوا عليه الحصار (ولن أغمز إلى من كان في الجيش الفرنسي من المرتزقة !) فقال الشيخ الشرياق لمن حوله: “كيف نترك ابننا (هكذا !) لفرنسا ؟” وتركوا له فرجة للهرب… الثّانية يا “مصباح الغناء” هو أنّ أسره و”بيعه” تمّ في ليبيا مع القائد خليفة بن عسكر النالوتي بمؤامرة حبكها ثعلب الصحراء “قراتسياني”… وكان عليهم أن يعدموه أمام أهله حتى يكون عبرة فلا يخرجوا عن حكم “بو برطلّة” لا لأنّهم باعوه لهم !

يلعن أبو الوقت الذي دفعني إلى الرّد عليك وكنت له كارها ولكن الإساءة إلى الرّجال -الرجال الحقيقيين- “يوجع” ولو كان من “عرابني مثلك”! فصرّف عقدك بعيدا عنهم !
ملاحظة: راسلت صديقي Halim Jeriri. رئيس تحرير البرنامج طلبا لحقّ الرّد… في انتظار ذلك لا تتقبّل منّي سوى السخرية… هيّا طير، فـ”عبير موسي” أولى بك !

“الخال عمار الجماعي” الحامّي اليزيدي

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock