تدوينات تونسية

النهضة وحركة الشعب والسميغ الوطني

سفيان العلوي

يبدو ان المعارك التاريخية بين حركة الشعب وحركة النهضة اغلبها معارك مستدعاة من التاريخ (خصومة عبد الناصر والاخوان) وبعض من جغرافية المشرق المعقدة (تفاصيل معقدة تضيق بها التدوينة لكن يمكن الاشارة الى وقوف القوميين مع الانقلاب المصري اضافة الى تباين الموقف من الشأن السوري) وبعض من تجربة محنة النهضة في التسعينات والالفية (في الجامعة ومع موقع القوميين في وزارة الداخلية وتهم بالتوريط والوشاية وغيرها).
ما يجمع الحزبين أكثر مما يفرق بعد تجاوز هذه الأحقاد ومعارك الماضي ومعارك الآخر الجيوسياسي المتشابك: مسألة الهوية والمواطنة والوطنية والعدالة الاجتماعية والعمق الشعبي. وقد سبق لسالم الأبيض في 2011 ان دعى الى جبهة واسعة على هذا الأساس تتجاوز أحقاد الماضي. دعوة لافتة حينها قوبلت ببرود داخل الحزبين فوت على الطرفين فرصة تاريخية للالتقاء. وكانت مشاركة الابيض في الترويكا على رأس وزارة التربية علامة مرونة وسابقة للالتقاء لا تخرج عن تكتيك قومي للتغلغل في أجهزة الدولة مهما كانت السياقات. وقد خرج من حركة الشعب بعد ذلك التاريخ استئصاليون ودعاة رفض مطلق لهذا الالتقاء المطلوب منهم مبروك كورشيد وزعماء التيار الشعبي. وقد ادركت حركة الشعب مبكرا خطا الاستمرار في التحالف مع الجبهة الشعبية وخطابها العدمي القصووي وغادرتها في اقل من سنة من الانضمام إليها في 2012. وتمايزت عن خطابها.
باختصار الحسم ليس من السياسة والالتقاء على قاعدة السميغ الوطني ممكن دون ان يفقد احد لونه والتاريخ كفيل بتضميد الجراح وتجاوز المعارك بالوكالة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock