تدوينات تونسية

متلازمة القصور وما تخفي الصدور

فتحي الشوك

ماذا تنتظرون من إعلام الفتنة والحقد والدجل وتزييف الوعي غير ما يقال وما لايقال، من لغة جسد وما يجري على اللسان؟
هل تنتظرون ورودا أم اعترافا بنصر وقبول بهزيمة أم نقدا ذاتيا وتصحيحا للمسار؟
ما تسرّب من شفاه منتفخة بالبوتوكس وتقيّأت به تلك المصابة بداء عضال عفانا وعافاكم الله ممّا ابتلاها لم يكن غريبا او جديدا فقد قيل مثله بل واشدّ وأوضح، ارهابيون، رجعيون، اخوانجية، دمهم اسود ودمنا ابيض، فضلات، خونة، لا مكان لهم بيننا، عبارات تنضخ عنصرية وشوفينية مقيتة واقصاء للآخر المختلف من الوطن بل ومن الحياة.
هو خطاب الكراهية الذي لا يحسنون غيره وكلّ اناء بما فيه يرشح.
افادتنا علّامة زمانها بأنّ العلّوش هو من الحيوانات، والعلّوش هو التسمية التونسية للخروف وقد أصابت في ذلك بعد أن راجعنا المعجم والشيخ قوقل. امّا لماذا اختارت هذه الثديات المسكينة الضّعيفة لتصف جزءا أصيلا من الشعب التونسي يشاركونها الوطن والانسانية فذاك بيت القصيد، وكان من الممكن ان تضرب مثالا يروّع السّامعين ويخوّفهم كأن تقول مثلا قطيع من الذئاب او الضّباع وهو ما لا ينسجم مع مقصد رسالتها.
كان باسم يوسف وكل جوقة الاعلام المصري يعزف بمثل تلك الاغنية حتّى استطابتها أذن السّامعين وكثير منهم صار ينظر لفصيل الاخوان المصريين كخرفان يستحلّ دمها وتستحقّ الذبح، وهي شهيّة الطّعم حلوة المذاق، وبذلك تمّت عمليّات الشّواء في عربة الترحيلات ورابعة وفي سيناء وفي المعتقلات دون لوم أو عتاب او انتقاذ حتى من منتديات حقوق الانسان المنافقة والمصابة بالحول والتي بعضها يستنكر بأشدّ العبارات مجازر الخرفان في عيد الاضحى.
والقصوري كغيرها من حثالتنا الفرنكوفونية التي بلانا بها الله تتّهم الشّعب بالجهل والقصور وعدم القدرة على تبيّن مصلحته وحسن الاختيار لذلك تحقّ عليه الوصاية ومصادرة القرار، ولذلك أيضا فهو كما قال رفيقها وزميلها لا يصلح للديمقراطية، عبارة ركيكة يلوكها كلّ الطّغاة ويكرّرها تفريخاتهم لاجل تبرير القمع والوصاية الفكرية على القاصرين الذين لا يحسنون التفكير أو حسن التدبير.
من أسباب ما نعيشه اليوم من فرقة وتشرذم ومناوشات وخصام أن تركنا حرّية العنان لمثل هؤلاء ان يبثّوا سمومهم ويسكبوا ما في دواخلهم من عفن وفيروسات، دون ردع أو حساب باسم الحرّية وهم أعداؤها وآن الأوان للجمهم وعزلهم كما يفعل زمن الأوبئة اتّقاء للعدوى.
على الهايكا ان تتحرّك وعلى من طالهم الضرر أن يتحرّكوا ويقيموا دعاوى قضائية ضدّ من كانت أذيّتهم لهم موثّقة صوتا وصورة.
لا تستهينوا بخطاب الكراهية ولكم في مصر ورواندا من قبل في مجازر الهوتو والتوتسي خير مثال.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock