تدوينات تونسية

أجنحة متعددة.. متكسرة

محمد ضيف الله

ذهب بعض المحللين إلى القول بأن نبيل القروي قادم من خارج المنظومة، كلا، وألف كلا فهو يمثل الجناح المافيوزي في المنظومة القديمة، مثلما أن عبير موسي تمثل الجناح الفاشي، ومثلما أن هناك الجناح الاستبدادي والجناح البوليسي وغيرها من أجنحة تتخاصم أحيانا ولكن الأكيد أنها تتضامن وتنسق فيما بينها عندما تجد نفسها في شدة، فستستخدم أجنتحها النوعية وخاصة منها جناحها الإعلامي وجناحها المالي.
ومع ذلك يبدو أن زمنها قد آذن بالغروب، ويكفي للتدليل على ذلك ما كشفته الانتخابات الرئاسية إذ لم يحصل مرشحوها مجتمعين إلا على 40.54%، مقابل حصولها على 55.68% في الدور الثاني للانتخابات 2014. وهذا التراجع هيكلي، وقد بلغ إلى درجة أنه لو اتفقت المنظومة على أن تتجاوز وضعيتها البائسة لتقف وراء القروي، فلن يصل إلى قصر قرطاج.
الحظ العاثر للمنظومة أن المافيوزي هو مرشحها في الدور الثاني، وقد وصل إلى هناك بفضل ضحايا المنظومة من أميين وفقراء ومعوزين حتى الجوع. بما يكشف عن وجهها القبيح وحصيلتها الكارثية على امتداد عقود. لم يبق للمنظومة إلا القدرة على التدمير كلغم قديم.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock