تدوينات تونسية

رأي في النقابيات اعتمده واكفر بغيره

نور الدين العلوي

العلاقة مع الاتحاد العام التونسي للشغل حساسة واشكالية (ككل ايديولوجيا مغالطية) ولكن النقابة عندي ليست مقدسة…
سبب الحساسية التي تجعل الكثيرين يترددون في المس من هيبة المنظمة هو فرحات حشاد وتاريخه الشخصي في التاسيس.. (والذي انهته فرنسا بسرعة) وقد اضاف الاسلاميون شيخ (الفودكا) بن عاشور.
هذه الهيبة المبالغ فيها تتخذها القيادة النقابية للتخفى خلفها وتمنع كل نقد موضوعي للمنظمة او محاسبة قانونية للتصرف في اموال المنظمة.
وكانت الطبقة السياسة تستطيب ذلك وتعيش منه باعتبار تاريخ الاتحاد هو تاريخ الحركة الوطنية وتاريخ النضال ضد الدكتاتورية الخ الخ وهذه كذبة لم يراجعها اي مؤرخ ولا اي سياسي
ضمن تكتيك الانتريزم او التسرب داخل المؤسسات بعد العجز عن كسر النظام من خارجه صارت النقابة ومنذ مؤتمر قفصة سنة 1981 ملكا لليسار يستعملها كيف يشاء ويقبض من ذلك وبتواطئ كامل بين اليسار والنظام فاليسار داخل النقابة قابل للمراقبة والتوجيه… والتوظيف على خلاف عمله قبل 78.
ومتن هذا الامر ظهور الاسلاميين في المشهد… وكان يجب مواجهتهم بمؤسسة قوية فكان الاتحاد بادارة يسارية ولاحقا سيلتحق القوميون (بعد اغتيال الجنرال سكيك وفقدان الامل في انقلاب حاسم) بالتكتيك ويدخلون المنظمة وخاصة نقابات التعليم لان اغلب القوميين رجال تعليم (خريجي اداب وعلوم وتقنية).
عندما بدا الإسلاميون يفكرون في الشان الاجتماعي (بعد الثورة الايرانية) فكروا في التسرب ضمن نفس التكتيك داخل المنظمة ولم يفلحوا بعد لان اليسار يملك قدرة خارقة على التلاعب بالانخراط والانتخاب… في كل مؤتمر.
بعد الثورة لم تغير الجماعات السياسية تكتيكاتها فالنقابة ملك اليسار وقد جاء الاسلاميون ينافسونها عليها بنفس التكتيك (الانتريزم) وهذا سبب مداهنة النهضة للنقابة انها تغافل اليسار لتستعمل النقابة ضمن نفس المنهجية السياسية… اخضاع النقابة يعني السيطرة على العملية الاقتصادية الليبرالية (برشوة المؤسسات ورشوة العمال) دون احداث شرخ اجتماعي جذري (ثوري).
من يملك النقابة يفاوض مع راس المال (تعطيني حويجة نسكت عليك).
طبعا مع استعادة الخطاب المنافق للنقابة متاع حشاد واحبك يا شعب.
الخطاب الوحيد الذي ظهر بعد الثورة معاد للنقابة هو خطاب لجان حماية الثورة ثم غلب على امره فسكت ويعود الان مع المرشح الرئاسي سيف الدين مخلوف..
يقوم خطاب المرشح على ان النقابة ليست مقدسة او فوق المساءلة او فوق المحاكمة والمحاسبة… لذلك وجب اخضاعها للقانون..
خطاب ليس ضد النقابة والعمل النقابي ولكن ضد التصرف السياسي في النقابة وهذا مختلف عن تكتيكات كل الطبقة السياسية بما فيها النهضة…
المعركة مع النقابة ومع طابو التقديس المزيف بدات.. وستكون كاسرة وبعدها ينتهي اليسار الى الابد وتكون للشغيلة التونسية نقابة للقرن 21… نقابة ليست ملكا لاي تيار سياسي.
اذا ادركني هذا الزمن فسانخرط في النقابة دون تقديس حشاد فانا من قلة تعتقد انه كان عميلا امريكيا… يحاول تحويل ولاء تونس من فرنسا الى امركيا…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock