تدوينات تونسية

الاستبداد مؤذن بخراب الأوطان

الأمين البوعزيزي

خطب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء استقبال لمجرم الحرب الصهيوني نتنياهو عام 2017، قال: معاداة الصهيونية هي شكل أعيد ابتكاره لمعاداة السامية…
فرد عليه المؤرخ “الإسرائيلي شلومو ساند قائلا:
“هل هذا التصريح غايته مجاملة ضيفكم أم هو بكل بساطة دليل على جهل سياسي؟ هل أن طالب الفلسفة ومساعد بول ريكور لم يقرأ من الكتب إلا القليل حتى يجهل أن عددا من اليهود أو المنحدرون منهم يتصدون باستمرار للصهيونية دون أن يكونوا معادين للسامية؟ ولما كنتُ متحدرا من يهود عانوا كثيراً من التمييز العنصري والعقدي فأنا لا أريد أن أعيش في بلد يعرّف نفسه بالعبري ليجعل مني مواطنا ذا امتيازات فهل أنا يا سيادة الرئيس معاد للسامية؟ المعروف أن شبانا يهودا فرنسيين يؤدون الخدمة العسكرية في اسرائيل ويُجندون لقتل الفلسطينيين دون أن تلاحقهم السلطات الفرنسية كما تلاحق الشباب الفرنسي من أصول عربية الملتحقين بجبهات القتال؟”. (انتهى الاقتباس).
طبعاً فرنسا هي معقل الكنيسة الكاثوليكية الامبراطورية المتوحشة زمن العصور الوسطى هي نفسها فرنسا اللائكية منذ الأزمنة الحديثة، كل ما فعلته خلال ثورتها أن سرقت أثاث الكنيسة: الترانيم تم تعويضها بالنشيد الوطني والرايات الكنسية أصبحت علم فرنسا والتكفير أصبح تخوينا وطنيا… وما الدولة الأمة الوستفالية إلا كنيسة مقلوبة مهووسة بالتماهي وابادة التنوع.
كتبت تدوينة أشيد فيها بمعركة البناء الديموقراطي وحراسته وحاجة تونس إلى رئيس ديموقراطي ذي ثقافة سياسية مسلحة بخيال فلسفي عوضا عن النخبة السياسية ذات التكوين القانوني الجاف الذي خنق تونس طيلة نصف قرن.
تولى أحد أصدقائي نشر التدوينة فعلق عليه شبيح فاشي قائلا:
“لا يا بابا، البناء الديمقراطي مؤجل إلى حين
المعركة اليوم معركة بناء وطني ومقاومة الاستعمار والتبعية أما الديمقراطية على شاكلة من ساسونا باسمها وهم عملاء، فسحقا لها ولهم. فليحكمني ديكتاتور شريطة ان يكون وطني، ولا يحكمني ديمقراطي عميل”.
طبعا، هذا خطاب الشبيحة الذين احتلوا أوطانهم طيلة عقود باسم الموومانعة وتحرير فلسطين. فلا فلسطين تحررت ولا الأمة توحدت ولا الأقطار التي استباحوها طيلة عقود حافظت على وحدتها، إذ تشظت مجتمعاتها إلى هويات إثنية وطائفية ودينية وقبلية…
فـ #الاستبدادمؤذنبخرابالأوطان!!!
طبعا هذا الصنف القومجي الفاشي الشوفيني يشتق تنظيراته وممارساته من نموذج الدولة الأمة الكولونيالي الذي فرضته الرأسمالية الغربية على مجتماعاتها وصدرته ضمن بضائعها الكولونيالية إلى مستعمراتها. إذ اكتفى الوطنجيون والمتقومجون الفاشيون باستنساخ النموذج الكولونيالي والاكتفاء بتعريبه.
نطلب نحن #الوحدويون
المواطنيون/ خط فرض الديموقراطية ثورة، طريقا سلميا إلى الوحدة. من هؤلاء الحمقى أن يكفوا عن تخويننا على طريقة التكفير الداعشي، وأن يتقدموا لمتاظرتنا في أي منبر يقترحونه لنظهر لهم أن لا علاقة لسلوكهم السياسي تنظيرا وممارسة بالتحرر الوطني، إن هم إلا وكلاء محليون لفرض نموذج كولونيالي على مجتمعاتهم. وكونهم ليسوا تحرريين وإنما هم مجرد اشتقاق كولونيالي معكوس!!!
نحن ننتظر. ونتحداكم…
✍️الأمين .

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock