تدوينات تونسية

ليس للتخويف.. بل للتحذير

نور الدين الغيلوفي

قربان آخر فرضيّة ممكنة لإرباك المشهد
1. بعض المترشَّحين للرئاسيات برنامجهم الانتخابيّ إعلان لحرب أهلية.. هؤلاء لا وزن لهم، فهم يصنعون لهم مكانة عندما يتحرّشون بحزب حركة النهضة تصريحا وتلميحا.. وبعضهم يدعو إلى محاصرته مستلهما ما فعلته قريش ببني هاشم عندما حاصرتهم في شعب أبي طالب.. هؤلاء ينتجون خطابا حربيّا بالغ التشنّج يجعل منهم أهدافا ممكنة لتجّار الدم وسماسرة الأزمات العاملين لدى بعض الجهات المانحة التي تزعجها التجربة التونسيّة…
2. لم يكن شكري بلعيد، رحمه الله، ذا وزن يُذكَر في حياته.. ولكنّه تحوّل بعد اغتياله إلى أصل تجاريّ استثمرته بعض الأطراف بالنفخ في اسمه وتضخيم صورته لتحقيق مآربها الساسيّة: الإجهاز على خصمها السياسيّ.. ولقد نجحت تلك الأطراف في تحقيق بعض ما قصدت إليه باستعمال حادثة مقتل الرجل.. وكذلك فعلت بمقتل الحاج محمّد البراهمي رحمه الله… كلا الرجلين فُعل بموتيهما ما لم يفعلاه هما في حياتيهما.. ولم يزل أثر الاغتيالين ساريا تستعمله بعض الجهات في حملاتها الانتخابية.. وكلّما دعت الحاجة…
3. لا تخفي الأذرع الإعلامية، التابعة لنظام الانقلاب المصريّ ولكفيله النظام الإماراتي، انشغالها بالشأن التونسيّ وانتصارها لبعض الأطراف ضدّ البعض الآخر.. والنظامان كلاهما ليسا بعيدين عمّا يحدث داخل بلادنا من مشاكل: النظام المصريّ يريد أن يعمّم هيمنة العسكر على دول المنطقة لأنّه لا يحسن التعامل مع نظام ديمقراطي يحترم شعبه.. وحتّى يغرق الشعب المصريّ في يأس لا مخرج منه…
أمّا نظام الإمارات فهو يستعمل ثروة النفط ليجعل من نفسه ضابطا لإيقاع السياسة والاقتصاد في المنطقة مستثمرا صلاته الوثيقة بدولة الكيان الصهيونيّ التي لا يزعجها شيء أكثر من أن تستردّ الشعوب العربية زمام أمرها وتحدّد بنفسها مصيرها.. لذلك فهي المستفيد الأوّل من فشل ثورات الربيع العربي ويضيرها أن تبقى تونس في موضع النشاز.
4. كان الزرقوني صاحب الاستفتاءات يعني ما يقول حين قال إنّ شيئا وحيدا يمكن أن يربك المشهد ويبعثر الأوراق هو عملية اغتيال سياسيّ تقطع الطريق على فوز حركة النهضة في الانتخابات.. وكأنّ عبير موسي بما تنتجه من خطاب حربيّ تعدّها الأطراف التي تستعملها لتكون هي القربان هذه المرّة.. وبذلك تدخل البلاد، لا قدّر الله، في أزمة أخرى لا أحد يدري مداها.. وليس لأيّ كان أن يتخيّل مآلاتها…
5. تجّار الدماء هؤلاء غاياتهم تبرّر وسائلهم.. ولا شيء يحول دون إنفاذهم ما يريدون غير وعي الشعب وإرادته.. لقد عهدناهم يعدّون ذبائحهم جيّدا ليمهّدوا بدمها طريقهم.. وما طريقهم غير قطع طريقنا ثأرا من ثورتنا التي تقضّ مضاجعهم.. ولكنّنا سنظلّ على صحونا ووعينا نشحذ إرادتنا في وجه سكاكينهم المسنونة.. وسنمضي ويقعون رغم عنجهية العسكر المنقلب وغواية البترودولار.. ورغم حراسة الصهاينة لهم وحدبهم عليهم.. سينفقون أموالهم.. وسنغلبهم…
#وسنعبررغمكثيف_الأذى.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock