تدوينات تونسية

الاستقلال الداخلي الذي لا يأتي

إسماعيل بوسروال

على الوطنية 1 و 2 (الاعلام العمومي) لاحظت من خلال النقل المباشر لجنازة الرئيس المرحوم محمد الباجي قائد السبسي ان البلاد التونسية ما تزال ترزح تحت “غطرسة” الاستعمار الداخلي ولم ننعم بعد لا بما جاءت به ثورة الحرية والكرامة 2011 بل ما نزال نعيش تحت بطش (الصبايحية) وتحت رحمة (القوادة) الذين كونوا لوبيات تتحكم في مفاصل الدولة… مراكز القوى، المؤسسات، الاعلام، الاعمال، المال… الخ…
تم هيكلة الاخراج الصور والزوايا والاشخاص واللقطات… كما تم انتقاء المتحدث وسردياته بما يلغي الشعب التونسي وانتخابات 2011 و 2014 و 2018 الا بما يدعم (حكم المخزن) الذي لا علاقة له بالشعب التونسي سوى علاقة (المجبى)… فلا يوجد في اطار الصورة وفي مسار السرد لا ثورة الحرية والكرامة التي وضعت حدا للاستبداد ولا انتخابات حرة ونزيهة اعادت الارادة الحرة للتونسيين ولا حكومة ترويكا سلمت السلطة في انتقال سلس ولا حديث عن رئيس تونسي تولى الرئاسة 3 سنوات (د. منصف المرزوقي) وتولى تسليم مقاليد الحكم الى رئيس منتخب (المرحوم الباجي قائد السبسي) ولا حديث عن دستور جديد 2014 الذي كرّس سيادة الشعب… ولا عن مجلس تاسيسي عدّل الانحرافات التي قام بها بورقيبة وبن علي…
تجاهل تام للشعب التونسي وحديث عن حكم (الاستبداد) من بورقيبة الى بن علي… وتوقف الزمن هناك.
انه الاستعمار الداخلي..
فمتى نتحرر من الصبايحية الذين يستعمرون تونس ويستعبدون شعبها ؟
وما الاعلام الا جزء من هذا الاستعمار الداخلي… وللموضوع بقية.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock