تدوينات تونسية

بترشيح مورو النهضة تنزع رداء الخوف

عبد القادر الونيسي

في لحظة فارقة كان لا بد للقائد أن يتخذ قرارا يتجرد فيه من الذات و من السياسة أيضاً و لا يرى أمامه إلا مصلحة الجماعة التي آستأمنته على مصيرها.
ترشيح الأستاذ عبد الفتاح كان خيار الشيخ راشد ناكرا لذاته و هو المرشح الطبيعي في لحظة سيحتفظ بها التاريخ.
عرفت رجال الحركة عن قرب و يعرف من حظر مجالس الحركة في الزمن الفائت أني لم أكن لينا مع راشد الغنوشي لكني ما رأيت أحدا حمل هم الجماعة مثله بل وصل به الحال إلي حد التماهي معها.
ترشبح الشيخ عبدالفتاح كان مطلب الغاضبين من ترتيب القوائم التشريعية و قيل كلام كثير لن أقف عنده آستجاب له الأستاذ راشد بشجاعة القائد في لحظة شك كادت تخلخل الصف.
الشيخ عبدالفتاح مر بدرس قاس أظنه قد آستوعبه وهو إنتخابات، 2011 وقد شارك فيها بقوائم مستقلة لم تحصل على مقعد واحد في البرلمان.
أذكر أني زرته بعدها في بيته فوجدته في حالة إكتئاب شديد وقد غابت روح الدعابة الشهيرة عنه وهو يقول لي “سعاد غلبتني في حومتي”.
بادرته للتهوبن عليه قائلا “لو كان الشيخ راشد في بلاصتك ما يجيبش أكثر منك”. آنبسطت بعدها أساريره نوعاً ما…
نقلتها بعد ذلك للأستاذ راشد فآستحسنها.
مرشح الحركة الجديد ليس له تقاليد الإنضباط للعمل المؤسساتي والمطلوب الآن إحاطة الرجل بفريق وعدم تركه وحيدا يتهاوشه المتهافتون الذين فيهم الناصحون وفيهم دون ذلك…
أعتبر هذا الترشيح تتويجا لمسيرة رجل جمع بين العلم والنباهة والبداهة وهو الأقرب إلى قلوب عامة الناس بل هو كذلك إحدى تجليات الزيتونة التي تعود بجبتها وعمامتها وتضع قدمها في أهم إستحقاق وطني والتي ظن كثير من الناس أنها أصبحت أثر بعد عين.
إن كان من فضل وحيد لهذا الإختيار الشجاع تحقيق وحدة الصف فهذا يكفي وزيادة…
آستيقظ هذا الصباح جسم النهضة على حال أفضل هل هو مؤشر على إستعادة العافية أرجو ذلك بل لعله فضل هذه العشرة من ذي الحجة بدأت تتجلى آياتها..
“وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ”.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock