تدوينات تونسية

الروب الأسود والميدعة البيضاء..

محمد ضيف الله

رجال القانون هم الذين سيطروا على دولة الاستقلال، من بورقيبة والمنجي سليم والطيب المهيري وأحمد المستيري والهادي نويرة وآخرين كثيرين… كانت لهم فرصة أن نحتوا الدولة كما شاؤوا، فكانت مثل التي عرفناها وثار الناس ضدها.
أصحاب الروب الأسود كانوا هم الحاضرين بعد 2011 في هيئة بن عاشور وفي التأسيسي وفي البرلمان وفي الحكومة، وفي الإعلام وعلى رأس الأحزاب أيضا. على فكرة، رجل القانون يخضع للنص، ويؤوله، ويلوي عنقه لو شاء. في تكوينه، دوره أن يقف مع المظلوم أو مع الظالم أيضا. من الأقصى إلى الأقصى.
رجال الميدعة البيضاء، أو الأطباء، كان عددهم أقل من المحامين في الحركة الوطنية، محمود الماطري وأحمد بن ميلاد والحبيب ثامر وسليمان بن سليمان… كانوا أكثر صدقا وصفاء، ولكن وقع تهميشهم واستمر ذلك بعد الاستقلال، فسح لهم المجال بعد الثورة، المرزوقي، بن جعفر، عبد اللطيف المكي، إلا أن عددهم كان قليلا. آثارهم يستغلها أصحاب الروب الأسود.
خارج هؤلاء وأولئك، الزملاء رجال التعليم، وخاصة من تخصص منهم في شرح النصوص الأدبية أو الدينية أو حتى الفلسفية، فالأمر ليس يسيرا سواء في قيادة الأحزاب أو في الحكم والسياسة عامة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock