تدوينات تونسية

العيّاشي الهمّامي محلّ إجماع

نور الدين الغيلوفي

المناضل الأستاذ العيّاشي الهمّامي يحظى بتوافق مختلِف الكتل البرلمانيّة ليكون عضوا بالمحكمة الدستوريّة، باستثناء كتلة واحدة لا أعلم معنى اعتراضها عليه…
الرجل محلّ إجماع الفرقاء رغم نسبه الإيديولوجي المعروف.. لم تمنعه مرجعيته الفكرية من أن يكون قريبا من الجميع لجملة من الخصال جعلت له هذا الإجماع النادر…
ولذلك دلالات:
1. منها أنّ بالبلاد شخصياتٍ وطنيةً عابرةً للمرجعيات يمكن الإجماع عليها يتّفق عليها المختلفون.. وذلك يعني إمكان لقاء فرقاء السياسة على أرضية مشتركة يتعالون فيها على هوياتهم الضيّقة لأجل هويّة وطنيّة أوسع.. وإنّنا لنرجو أن تكون للوطن شخصيات من مرجعيات مختلفة عابرة للمرجعيات المختلفة تحظى بتقدير الجميع لوثوق الجميع بها يكون منها رئيس الدولة ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان حتّى نخرج من الهشاشة التي أوقعتنا فيها صراعات إيديولوجيّة لا معنى لها.
2. ومنها أنّ التوافق تمّ بعد انحلال كتلة الجبهة الشعبية..
فكيف تكون كتلةٌ ما عقبةً تحول دون التوافق على رجل يحجم العيّاشي العمّامي لا يخالفها إلى كثير من أفكارها، حتّى إذا تلاشت تلك الكتلة زالت العقبة من الطريق؟
هل يكون تشكيل المحكمة الدستورية فاتحة لمرحلة جديدة تتجاوز فيها البلاد الاصطفافات الإيديولوجيّة المعطِّلة؟
وهل يهتدي التونسيّون أخيرا إلى وجوب نهاية الإيديولوجيا.. القاتلة؟

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock