تدوينات تونسية

الشعوذة: واقع تونس السياسي

شوقي الشايب

اواىل التسعينات قدم احمد زكي عملا فنيا عظيما اسمه “البيضة والحجر” للكاتب الكبير محمود ابو زيد والذي ناقش علاقة المصريين بالدجل في حبكة درامية ذكية راوحت بين المثقف والدجال وعلاقتهما ببعضهما من خلال شخصية “مستطاع”.
دارت احداث الفيلم حول استاذ الفلسفه صاحب القيم والمبادئ والأفكار المنتجة (احارب الغلاء بالاستغناء) والتي واجهت رفضا مجتمعيا وسلطويا “من خلال مجالس التأديب في مؤسسته التربوية” لتجعل منه الظروف وغيرها دجالا تسلق سلم المجتمع المصري من فقرائه الى طبقته المخملية النافذة اخر المطاف. وقد تظمن الفيلم وعيدا اعتبرته سنة كونية حياتية حينما قال مستطاع “ويل للعالم من انحراف المثقفين”. وربطا لهذه المقولة فإن الدجل والوهم والغيب وغيرها من اساليب الخداع والوهم ذات تأثير كبير وإقبال واسع من شعوب العالم، وهي ملاذ لفاقدي الامل وضعاف النفوس وغيرهم، وهي حقل يستجذب طبقات مجتمعية مختلفة فهو ليس حكرا على الجهلة أو الفقراء بل يخوضه الجميع باختلاف مشاربهم ووضعياتهم.
ولعل شرح اهمية الدجل والخرافة وتاريخ نشأتها يطول ويطول من كون أبعاده السيكولوجية ضاربة في القدم بل وتطورت بتطور الحياة البشريه، إلا أن ما يهمني هنا من كون بعض السياسيين اليوم في تونس قد قصدوا الدجل والبيضة والحجر للوصول إلى الحكم أو طريق الحكم.
فغابت عن ساحة السياسة البرامج والأهداف لتصبح تأثيرا نفسيا على العواطف والمشاعر وتصديرا للوهم والزيف.
فويل للعالم من انحراف سياسييه، وويل للناس من حكم الدجال.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock