تدوينات تونسية

نترفّع عن الصّغائر… حتى لا تصدّق أنّك "الجنرال"

الخال عمار جماعي

لم ألتق بك إلاّ ثلاثا: منذ سنتين وقد قدّمني لك أحد المحترمين عندي، فسلّمتَ متثاقلا ومددتَ خدّك متكاسلا فقلنا لعلّ “ضغط القضيّة والمزاج”، ثمّ جئتك معاضدا في الاعتصام مع الصديق الحبيب بوعجيلة -وكان نجما تلفزيونيا- فرحّبت وقدّمت القهوة وتحادثنا طويلا فقلنا “هذا الرجل يستحقّ”، وبالأمس قصدتك بالسلام والترحيب فعدت لصلفك وتطاوسك… كـ “نجم”!
فاسمع -زميلي العزيز- حديثا من رجل عركته الأيّام والمعارك، قد يكون نكرة عندك ولكنّه يعرف معادن الرجال: ما لا تعلمه -أو تتجاهله- أنّك بأمثالي أصبحت ما أنت عليه متفرّغا للعمل النقابي ومتمتعا بامتيازات الاتحاد وأصبح لك مع المتكلمين كلمة ورأي. وانّ معارك كثيرة خضتها بنا فكنّا ظهيرا لك رغم عبث مناكفاتك و”تزليطك” فنافحنا وحرّضنا ونصرناك… واعلم أنّنا غضضنا طرفا عن انحيازك السياسي فزرت من أردت وأنت ممثّل لأكبر قطاع واعتبرنا ذلك من “حقك كمواطن”! ولم نقبل فيك لمزا رغم تبرّم الكثيرين ! وحوّلنا هزيمتك المذلّة في السنة المنصرمة إلى انتصار ونفخنا في “نضاليتك” وتفهّمنا اكراهات المرحلة رغم أنّ الكثيرين كانوا يطلبون رأسك ولم تكن لك الشجاعة لتستقيل أو تلوّح بها كما فعل زعيمك عبد الناصر حين هزمنا !
ما سوف تسمّيه “مكاسب للقطاع” فيه نظر لو أردت أن نناقش هذه الألقاب العبثية التي أصبحت تطلق على زملائك… ولكن يحسب لك -عندي- شيئ واحد هو كسرك لـ “البيرقراطية النقابية” ولو أنّ الأمر فيه نظر أيضا… وكثير مما لو أحصيته لكشفت سخف رأيي فيك أنا أيضا!
لست آمرك بالتواضع -فهذه ممّا نتربّى عليه وقد وجدناها في كثير من أعضاء الجامعة العامة للتعليم- ولكن لا تأخذنّك العزّة بالإثم فتصدّق ما أوهموك به من كونك “جنرال”… فالجنرال لا يكون كذلك إلاّ بجند ومعركة حقيقية ! فلست أكثر من “porte-parole” لقطاع هو أكبر منك بنسائه ورجاله… فإن كنت لا تعلم، فها قد علمت !
لست غاضبا لنفسي فما أتيته ليس إلا من صغائر الأمور عندي ولكنّ غضبتي لزملاء كثيرين يصوّرون معك السلفيات فيعتقدون انّ ذلك من المفاخر ولا يعلمون أنّهم يملأونك عُجباً…!
سلاما واحتراما زميلي و”بورت بارولي”!

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock