تدوينات تونسية

الدولة.. هذه الأم الحنون..

عبد الرزاق بن خليفة

فلاح بالرقاب يقترح مبادرة تتمثل في قيام الدولة بشراء الخوخ من الفلاح وتتعهد هي ببيعه أو تصديره…!!!
المبادرة تحظى بعدد كبير من البرتاج… والاعجاب…
لم لا.. التونسي تعود ان الدولة تقوم بكل شيء تدفع له او تتنازل لفائدته.. او تغض النظر عن تهربه الجبائي…
الفلاح لا يشارك في تأسيس الشركات التعاونية الفلاحية التي تقوم بحماية مصالح الفلاحين وتسويق منتوجهم واختصار المسالك ووو (النسبة لا تتجاوز 4 في المائة).
الفلاح لا يشارك في أسواق من المنتج الى المستهلك الني اغلبها ڨشارة…
الفلاح لا يساهم في حماية شبكات الري.. ولا يدفع فاتورة الكهرباء ولا يدفع معلوم كراء الارض الدولية الزهيد لكنه يبني مسبحا داخل الضيعة…الخ
وهو لا يقوم بتأمين الصابة… واذا حصل حريق او فيضان… يحمل اولاده ويعرضهم للبيع.. أمام الولاية محتجا على الدولة… واذا سألته هل امنت الصابة…؟ يسكت…
الصناعي لا ينتظر من الدولة سوى الاعفاءات الجبائية… وطرح ديون “cnss” ولا يشغل سوى المحاسب الذي يزور له القوائم المالية لتضخيم الاعباء والخسائر تحت تعلة “l’optimisation fiscale” …
يحصل على مقسم صناعي بالمليم الرمزي بعد الاستظهار بمشروع وهمي… ثم ينتظر 5 سنوات ليبيعه بعد الحصول على رفع اليد.. ولا مشروع ولا هم يحزنون…
المُصدر لا يشارك في معارض التصدير الا اذا دفعت الـ “cepex” تذكرة السفر والاقامة… (les ptits calculs).
صاحب مؤسسة “قانون 1972” المعفاة كليا اصبح يتحايل ويصدر لمؤسسة تابعة له في الخارج حتى لا تدخل العملة الصعبة الى تونس…
صاحب النزل يخلص في الخارج بأبخس الاثمان حتى ينتفع لوحده بالارباح… ولا يدفع المعلوم على النزل ثم يحتج على النظافة والبلدية.
المقاول يخلص على 2 خدامة الـ “cnss” والباقي في الـ “noir”…
الخدام لا يشتغل ويطالب بالترقية الالية والزيادة ويرفض كل اصلاح وبلغ الامر الى رفض الـ “pointage” ووقعت اضرابات ضد الـ “pointage”…
عامل الغراسة والبيئة لا يغرس ولا يقلع…
المواطن لا يدفع الزبلة والخروبة ويسب البلدية.. ويطالب باصلاح الطرقات والاضواء…
لا توجد دولة في العالم تتحمل لوحدها كل مشاغل المواطن.. والدولة هي صورة للمواطن… والمواطن صورة لها…
عندما يطردك موظف ولا يقضي حاجتك… لا اعتقد ان الدولة امرته بذلك…
عندما يترك عامل النظافة نصف الفضلات لا اعتقد ان البلدية امرته بذلك…
واخيرا… كم من موظف دخل السجن او تعرض لعقوبة ولم ينعم بتضامن زملائه معه… احدهم خرج اخيرا من السجن رغم ضبطه بالجرم الفاضح متلبسا بفضل زملائه بتعلة انه رجولي وديڨوردي… ووليدها…
لهذا اصبحت ازدري السياسة وكل خطاب تحريضي… مع يقيني ايضا بفشل النخبة الحاكمة ومسؤوليتها… ولكن بمقادير…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock