تدوينات تونسية

بالشفاء ليك سيدي الرئيس؛ عجباتك الشربة ؟

الأمين البوعزيزي

في كل تاريخ تونس كلما أوكلت المهمة إلى النخب المقاولية إلا وخذلت المنفتضين… 
التمرد دفاعا عن الوطن ضد الإحتلال أو دفاعا عن المواطن ضد الاستبداد الوطنجي (استعمارية السلطة)؛ دوما مهمات أقلية مشتبكة تضحي… وسط أغلبية عيّاشة شعارها “تحت جناح الذبانة ولا رقود الجبانة”…
دوما كنت أتساءل علاش الثوار زمن الإحتلال تم وصمهم بـ”الفلاقة”؟
ليس الأمر فقط وصما كولونياليا ينكر مشروعية الكفاح الوطني المسلح؛ بل أيضا وصما محليا من هؤلاء العياشة الذين وشوا بتشي غيفارا. ولما سئل أحدهم عن سبب وشايته. أجاب: إن ضجيج بندقيته يزعج خرافي!!!
مما خلدته الذاكرة الجماعية أن كثيرا ما يلجأ الثوار إلى ترهيب الوشاة تأديبا لهم…. إذ كانت الحاضنة الشعبية ضعيفة؛ لذلك سمي الثوار فلّاقة…
كذا زمن الاستبداد؛ كان المناضلون ضد الاستبداد وانتهاك كرامة البشر مجرد “فلّاقة” في مجتمع عيّاش… يسلكها بضحكة صفراء وانخراط في الشعبة ودبوزة عسل وفراريج دجاج عربي للمسهول في الإدارة ورئيس الشعبة ووو.
… هرب بنعلي… وحدث زلزال سياسي… وزال الخوف ويعترضك العياشة في الشارع طورا لتحيتك تماما كما الكوارجي أو الملاكم الذي يحبونه… وطورا للاحتجاج “آش عملتولنا آ جماعة الثورة”؟؟.
رعية تبحث عمن يأخذ بيدها… لا تطلب غير الحماية… ليس ثمة أدنى استعداد للفطام وتحمل المسؤولية!!!
ثمة قابلية الانسحاق أمام سياسي براني حقار دعوة بلعوط !!!
كلما نيزكهم قالوا له: بالشفاء ليك سيدي الرئيس؛ عجباتك الشربة؟
#المشوارطويلوالجهدجبارللخروجمنالزريبة.
#معركةالمواطنةفيالمجتمعاتالمستباحة.
هل تعلم أن أشد الرافضين والمجَرّمين زمن الاستبداد لمشروعية مناضلي السرديات الكبرى (يساريين وقوميين واسلاميين وحقوقيين) في حق التنظم السياسي فقط فقط؛ هم اليوم زمن الحرية الأشد دفاعا عن حق الشعبويين والفاشيين (الذين يتوعدون الحرية بالمصادرة) في التنظم والتعبير والوثوب إلى السلطة عبر أحقر الأساليب!!!
وفي نفس اللحظة يواصلون التحرّيض على “الخوانجية” نفس الوصم الذي جمع بنعلي وتجمّعه ويساره الحزبوتي والنقبوتي والحققوتي والثقفوتي معارضين ومناشدين!!!
شوف حضرة الطحان بقرونو:
أنتمي فلسفيا وسياسيا إلى مدرسة ترى “الاسلاموية” خطابا وممارسة اشتقاق هووي معكوس من امبريالية غاشمة تدوس علينا وتستبيحنا… كل ما أكتبه وما أقوله وهو الحجة الفاصلة التي تدوم… لا هدنة فيه مع الاسلامويين على حساب ثالوث المواطنية (ولك أن تسميها العلمانية الديكولونيالية) والإجتماعية (ولك أن تسميها الإشتراكية التضامنية) والسيادية (ولك أن تسميها الوطنية).
لكن؛ إن سوّلت نفسك أن تعيد زمن الإبادة… وإن سولت نفسك أن تستعيد بكارة سياسية مفتضة طوعا وطمعا زمن الاستبداد على حساب غيرك… شريكك في هذا البلد… ساعتها نبول عليك وعلى قدرك… أنا لست حزبيا حتى أتخير عباراتي وأتملق جمهورا وتحالفات حزبية… أنا منحاز إلى معركة وطن ومواطنيه… منحاز لوحدة المصير… يا ننجو مع بعضنا يا نغرقو مع بعضنا… لم نختلف يوما مع بنعلي إلا بسبب جبروته… لا بسبب دينه ولا بسبب أصله ولا بسبب جهته…
نحن عشاق وطن ومناضلو مواطنة… واللي يلعب بذيلو نقصوهولو… متدين أو متعلمن…
صراعكم مع ضرائركم ليس حول سيادة الوطن ولا حول سيادية المواطنة؛ بل حول احتكاركم رضا الكفيل الكولونيالي الذي بدأ في التنويع مثنى وثلاث ورباع؛ أما نحن فلا نبحث إلا عن رضا الضمير فينا؛ عن بقاء الإنسان فينا… فهمت سي الطحان!!!
——- رسالة للي تخباو في جبة الثورة وتوة كشروا على إستهم.
✍الأمين.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock