تدوينات تونسية

مصر والسودان: العنف المبرر والعنف المرفوض

عبد المجيد المخلوفي

أبجديات الانتصار لحقوق الإنسان والحريات تفترض أنها لا تتجزأ ولا تخضع لعشر مكاييل حسب “القرابة الايديولوجية” أو عدمها.. ومن المفروض أن الذي يدعي إيمانه بالإنسان وحرية اختياره لا يفرق بين خلق الله.. لا يوجد عنف مبرر وعنف مرفوض… العنف هو العنف هو حمل الناس على ما لا يحبون بالقوة..
العديد ممن هلل و”استشاط” فرحا بسحل المصريين في رابعة والنهضة وحرق حتى الجثث وهو يطرب لزنجرة الدبابات فوق أجساد النساء والأطفال والشيوخ والثوار عامة ويطرب لسماع تنفيذ حكم إعدام في حق مغارض لا يشاطره الرأي… هنا تكمن “غياهب” الضغينة والكراهية والإقصاء وهنا تكمن أكبر تجليات “انشطار النخبة” بين ما تؤمن به “رياء” وما تبطنه في داخلها.. هي نفس الروح الشريرة التي تساند الإثخان في قتل الشعب السوري من حاكم غيّر الدستور في ليلة وفاة والده حتى يحكم ويفرض نفسه.. ضاربا عرض الحائط ما يبشر به البعث العربي… بعث للقيم والمبادئ العربية وبعث للإنسان العربي وبعث للأمة العربية التي ماتت منذ غزو المغول والتتار… يساندون “جزارا” بكل مواصفات الكلمة فقط لأن بعض الشعارات المرفوعة في ثورة هذا الشعب تتبطن على “الله أكبر”… والثورة بدأت سلمية وكل العالم يشهد بذلك.. المشير “الغبي” عبد الفتاح السيسي من أكبر “كلاب المطاردة البوليسية” العاملة لصالح الكيان الصهيوني ولا يمتلك كاريزما ولا قدرات ولا حتى مشية تثبت أنه رجل قبل أن يكون رئيس أكبر دولة عربية… يبررون ما يفعل ويؤلهونه و”المعتوه” يصدق أنه زعيم وفذ.. فقط لأن المستهدف لا يتفق معهم في الرؤية والمنهج فقط فقط.. الشعار الذي نعلمه عندكم هو ألا ديمقراطية لأعداء الديمقراطية وهو من أخطر الشعارات فأنتم تضعون أنفسكم من يعرف الحرية ومن يعرف الديمقراطية ومن يطبقها وغير ذلك مرفوض.. هذا الخطر..
لكن بالمقابل عندما تتكرر نفس التجربة تقريبا بنفس “الممولين” ونفس “عسس الامبريالية” لكن تستهد ليس الإخوان المسلمين ولكن مكونات ثورية أغلبها شيوعي أو بعثي يتعالى “نواح الثكالى” تنديد وشجبا ويتعالى “صراخ القردة شبه المثقفين” وتكثر التحاليل “المخبرية” للوضع…
ها أنتم هؤلاء ساندتم الامارات والسعودية في ضرب الاخوان لأن سيوفهم تضرب “عدوا” أنتم غير قادرين عليه جماهيريا ولا فكريا.. هي نفس الدول التي تضرب صدور البعثيين واليسار السوداني في ساحات الخرطوم ولم يعد الأمر (لغبائكم الجيني) منحصرا في ضرب الإخوان… قلنا أن هذه الدويلات تستهدف كل نفس تحرري ثوري وتعمل لأجندة “أمركوصهيونية” وتحاول جاهدة نسج أخطبوط الشرق الأوسط الجديد… قلنا حذار من هؤلاء.. ولكن لا من يستمع لأن الحقد الإيديولوجي يعمي عمى لا دواء له.. هل سنسمع الآن منكم تنديد بالإمارات والسعودية ؟؟ هل ستتنكرون لقناة العربية ؟؟ أم ستبحثون عن تبريرات جديدة ولا أخالكم تجدونها…
العنف الثوري الذي يدعو له الفكر اليساري مرفوض والعنف باسم الدين والله وحمل الناس على ما لا يريدون مرفوض والعنف الذي طبق في رابعة والنهضة مرفوض والعنف الذي يطبق في ساحات الخرطوم مرفوض وعنف المربي على المتعلم مرفوض.. هكذا تساق الإبل وهكذا تكون “الانتلجنسيا المسيسة” متماهية مع ما تحمل من فكر.. حقوق الانسان لا تجزأ والحرية لا تجزأ..

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock