مقالات

علي لعريض.. هل يُدّخرُ لإحدى رئاسيتي السلطة ؟

بحري العرفاوي

لم يترشح للبرلمان
السيد علي لعريض: هل يُدّخرُ لرئاسة الحركة أم لإحدى رئاسيتي السلطة؟
القيادي البارز في حركة النهضة السيد علي لعريض لم يقدم ترشحه في أحد مكاتب الحركة ليكون ضمن مرشحي ها للبرلمان القادم،السيد علي لعريض قادي بارز وذو مكانة ومكان في حركته ولا يُنتَظر أن يتخلف عن منازلة انتخابية بحجم البرلمانية القادمة إلا أن يكون مُدّخَرا لموقع آخر أكبر مسؤولية وأثقل عبئا وهو رجل الأعباء التي تنوء بها العصبة من الشجعان.
هل يكون السيد علي لعريض مُدّخَرًا لرئاسة الحركة بعد المؤتمر 11 الذي يُنتظر التئامه في ماي من السنة القادمة خاصة إذا لم يقع تنقيح قانون الحركة بما يسمح للأستاذ راشد بدورة أخرى، ليس مؤكدا ما يُقال عن إمكانية ذهاب الأستاذ راشد لرئاسة البرلمان خاصة وأنه لم يُعلن نيته الترشح له، وليس واضحا أيضا إن كان سيتقدم لرئاسة الجمهورية رغم أنه أيضا لم يُعبر عن ذلك بنفسه إلا ما صرح به بعض قادة الحركة من أن قانونها يعطيه أولوية الترشح لرئاسة الجمهورية إلا أن يتنازل ويقترح غيره.
وزن الاستاذ راشد في الحركة ليس من السهل الاستعاضة عنه بغيره لما يتمع به من قوة تجميعية ومن سلطة معنوية وأيضا من شبكة علاقات استطاع بها لحد الآن تأمين الحركة من مخاطر جمة رغم ما يتعرض له من نقد في تحالفاته مع رموز النظام القديم وفي ميله إلى مصالحة مع من أساءوا للناس زمن الاستبداد.
قد يكون السيد علي لعريض -من آخرين- يتوفر على قدر من كيمياء التجميع لأغلب مختلف تيارات الحركة -حركة تجمع أجيالا وأمزجة ورؤى وطموحات و”جداول” متنوعة ومتعددة داخل حقل واحد- حركة تحتاج صدرا رحبا وجاذبية فكرية وأدبية كما تحتاج عقلا مبدعا منفتحا وباردا أيضا غير منفعل وغير متسرع وغير انطباعي، ولعل هذا مما يتوفر عليه السيد علي مع آخرين من قيادات الحركة البارزين.
الاحتمال الآخر، إذا استمر الأستاذ الغنوشي رئيسا للحركة بعد 2020 ولم يتقدم لا لرئاسة البرلمان ولا لرئاسة الجمهورية، هل يكون علي لعريض مرشح الحركة لرئاسة الحكومة أو لرئاسة الدولة؟
الحركة مرشحة للفوز بالمرتبة الأولى في البرلمان القادم بما يخولها أحقية تشكيل حكومة واختيار رئيسها ولعل المهندس علي هو من بين الأسماء المؤهلة لهذه المهمة بالنظر إلى تجربته في حكومة الترويكا -على قصرها- وقد شهد له حتى خصومه بكونه كان رجل دولة قبل أن تُفاجئه اخراقات للقرار الأمني وحتى للحالة الأمنية وأعني حادثة رش سليانة وحادثة السفارة الأمريكية وجريمتي اغتيال المناضلين شكري بلعيد ومحمد الراهمي.
لقد برأ القضاء السيد علي من أي مسؤولية في هذه الحوادث ولكن آثار الحملات الاعلامية تحتاج بعض الوقت كي تطغى الحقيقة على الدعاية وكي تتكشف حقيقة الرجل لعموم المواطنين.
علي لعريض الشهيد المنبعث من تحت المقصلة لا يمكن أن يكون مصدر أذى لأبناء وطنه في أرواحهم وأعينهم وقد شاهده التونسيون في جلسة الاستماع بالمجلس التأسيسي وهو زير للداخلية كيف بكى وهو يستمع لمن يحمله مسؤولية إيذاء مواطنين من أبناء سليانة في أعينهم.
التقيته منذ سنة تقريبا في مكتبه بمونبليزير سألني: أين تجد نفسك في الحركة؟ أجبته أنا أتحرك في حقل شاسع ومدار عالٍ ألتقي معكم وأختلف وأنتم بحاجة لعقل نقدي، الحركة لا تسعني بما هي حركة سياسية تتحرك بمقادير في واقع متحرك متبدل ومنقلب، ثم سألته: وأنت أين تجد نفسك في الحركة؟ استغرب السؤال ولكنه أجاب مبتسما: عدد مسؤولياته فيها ثم قال وعليك أن تقلب الورقة لتحصي بقية مهامي.
علقت بقولي: الحركة اليوم تتكيف بما يجعلها تحظى بمقبولية في الداخل والخارج ولذلك هي تتخفف من الأسماء التي لها إحالات كفاحية وتُحيل على سنوات المنازلات الكبرى ضد الاستبداد وأعوانه، يراد للحركة أن تبدو “أليفة” وبغير “أنياب” في زمن عاصف ورياح عاتية بغير اتجاه الحركة الإسلامية، أنتم “إحالاتٌ” حقيقية ومجرد ذكر أسمائكم يُحدث وقعا سياسيا وارتباكا نفسيا لدى خصومكم ولذلك مطلوب “سحبكم” إلى الظل وادخاركم للمستقبل.
إذا تغيرت أمزجة الإقليم والمحيط الدولي تجاه الاسلاميين وإذا أصيبت قوى البطش العالمي بالإخصاء بعد التحولات الكبرى في المنطقة (الجزائر، السودان، إيران) فإن اللعبة السياسية ستستدعي “الأسماء” الكبيرة في الحركة لتصدر المشهد وممارسة حقهم كاملا في الحكم حين ينتخبهم الشعب وتُفرزهم الديمقراطة.
لقد خسرت حركة النهضة الكثير بسبب مهادنتها للواقع وترددها في إنفاذ القانون ومسايرة أشواق الثورة حتى اتُّهِمَت بالارتعاش والعجز والخوف فتطاول عليها حتى المخصيون والمثليون وعاملات المواخير.
البلاد وبعد ثمانية أعوام هي أشبه ما تكون بنائم في محطة قطار يمضي بها الزمن وهي لا تتحرك بل وتزداد سوءا في كل المجالات وهي بحاجة أكيدة لمن “يحكم”.

علي العريض

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock