تدوينات تونسية

ماذا تريد فرنسا وماذا تريد النهضة ؟

سفيان العلوي

لنفهم ابعاد زيارة الغنوشي الى فرنسا الرسمية بدعوة فرنسية خارج حديث الاماني والتخمينات والغرائز علينا ان ان نجيب عن سؤال واحد متعدد ، سؤال السياق:
هل ان نهضة 2011 هي نفسها نهضة 2019؟
هل ان الموقف الفرنسي من الثورة التونسية هو نفسه بين التاريخين؟
هل هناك تغير جوهري في الوضع الاقليمي؟
هل ان وضع الحليف التونسي لفرنسا هو نفسه وهل يمكن الاستمرار في الرهان عليه “لوحده” و”موحدا”؟
ماذا تريد فرنسا وماذا تريد النهضة؟ وماذا يريد الاتحاد الأوروبي؟ وماذا يريد الشركاء الجدد والقدامى؟

من لم يقم بتحيين علبة ادوات التحليل عنده لن يفهم كثيرا. المتفائل والمتشائم لن يفهما كثيرا ايضا.
بعض الصحف الالكترونية مثل حقائق او كابتاليس او سكوب انفو لم تر في الزيارة الا ما تفوهت به مسافرة تونسية لها حظوة التاشيرة على متن نفس الطائرة في وجه الرجل.
بعض التدوينات حصرت الامر في الشان الليبي وتداعياته واحتمال وساطة مع طرفي النزاع.

من اللافت انها ليست زيارة عادية وتاتي بعد جفاء متبادل ومناخ ثقة سلبي له ما يعززه في الخطاب والممارسة ولكن للدبلوماسية مدارها المختلف واغلبه غير مرئي. وهناك وجهة نظر فرنسية تدعو الى تجاوز سقطة الاستعداد لارسال تجهيزات قمع المظاهرات في 2011 والاكتفاء بدعم طرف على حساب طرف بعدها الى التحرك الميداني المسرحي ولثبيت الذات الذي يقوم به السفير الحالي الى مخاطبة كل مكونات المشهد التونسي المتحرك.
لعله من المهم التساؤل أيضا وبعد سؤال السياق عن التوقيت. من باب المعلومة فقط، الزيارة مبرمجة منذ الخريف وتاتي بعد لقاءات غير رسمية واخرى عبر ذات السفير وكان يمكن ان تكون في مطلع ديسمبر.

من الجهة الفرنسية ومهما كان السياق تبدو الزيارة اعترافا وتمييزا عن عدو معلن اسمه الاسلام السياسي وبعد طول انكار وبحثا عن توازنات جديدة تحفظ المصالح في تونس امام تمدد صيني وهندي وتركي والماني ومن بوابة النهضة.
من جهة النهضة لا يخرج الامر عن الدبلوماسية وتطبيع الوضع والتمايز وطمانة الشركاء الاقتصاديين والاهم مخاطبة فرنسا مباشرة بتجاوز الوسيط التونسي غير المحايد والمحرض عليها. كما ان الشأن الليبي حاضر ايضا كشأن تونسي لا كشأن إخواني مثلما يصر البعض على رؤيته كذلك ولو على حساب المصلحة الوطنية العليا.
السياسة توازنات ومن يخطئ التقدير لن يذهب بعيدا.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock