تدوينات تونسية

بين اتّحاد الشغل و”عيش تونسي”

نور الدين الغيلوفي

صورتان ووثيقة
فكرة لسيناريو ممكن
محاولة في قراءة الصورة.
صورة سابقة (لقاء السفير الفرنسي مع الطبوبي في مقرّ الاتّحاد).. وصورة لاحقة (لقاء الطبوبي مع نبيل بافون رئيس الهيئة المستقلة للانتخابَات)..
ترتيب الصورتين في الزمان ليس عفويّا.. إذ لا عفوية تحكم الوقائع والأعمال…

عناصر لسيناريو ممكن.. في انتظار اتّضاح المشهد:

1. شاتم الطبوبي السفيرَ الفرنسيَّ واتّهمه بالتصريح، سكرانًا في مكان لا نعلمه، بعودة الاستعمار الفرنسي إلى البلاد.. ومضى يحذّر منه…

2. بعد أيّام قليلة قابل السفيرُ الفرنسيُّ المُشَاتَمُ الأمينَ العامَّ المُشَاتِمَ في عقر دار الاتّحاد العام التونسيّ للشغل المنيع.. وأخرجوا للّقاء صورة نشروها على موقع الاتّحاد ترافقها عبارات “استقبل الأخ الأمين العام بمقرّ الاتّحاد سعادةَ السفير الفرنسيّ.. وتداولا القضايا الوطنية والدولية.. والمسائل المشتركة…”.

3. بعد أيّام قليلة أخرى ينشر الاتّحاد على صفحته صورة لأمينه العام يستقبل رئيس الهيئة المستقلّة للانتخابات السيد نبيل بافون.. وظهر الضيف جالسا في المكان الذي ظهر فيه السفير قبله.. وأُخذت الصورة من الزاوية نفسها.

4. الأمين المساعد للاتحاد السيد سامي الطاهري يصرّح لصحيفة المغرب بأنّ الاتّحاد معنيّ بمراقبة الانتخابات حَكَمًا على الجميع.. حتّى الهيئة الدستوريّة، وذلك بتسخير مقرّاته الشاغرة وأعوانه المتفرّغين.. وهم لا يرجون على ذلك جزاء ولا شكورا.. وكلّ همّهم محاصرة المال الفاسد ومصادرة التزوير لأجل حراسة الديمقراطية وحماية الشفافيّة.. في سبيل الله ولصالح الوطن.. كما كانوا دوما دروعا مانعة لانتخابات تأتي بالاستبداد !

5. تنتشر في كلّ ناحية من نواحي البلاد جمعية تدعى “عيش تونسي” تنفق أموالا هائلة وتسلك كلّ الطرق تدخل منها على التونسيين لجمع تواقيعهم تدعوهم إلى أن يعيشوا “تونسي” امرأةٌ نشيطةٌ لا “تعيش تونسي” خارج تونس.. كلّ كفايتها أنّ زوجها صديق للرئيس الفرنسي “عمانوئيل ماكرون” الذي نجح في قلب المعادلة السياسية في فرنسا وبقدومه بدا كما لوّ أنّ فرنسا تغيّر جلدها السياسي وتجدّد نفسها.. فلِمَ لا تغيّر استراتيجية تعاملها مع مستعمرتها القديمة تعلّم أبناءها كيف “يعيشوا تونسي”؟

6. قد لا يكون الاتّحاد سوى حصان طروادة ينجز عملا مأجورا للجهة التي خلف جمعية “عيش تونسي”.. والرهان واضح: استنساخ التجربة الفرنسية باستقطاب جموع الناقمين على التجربة التونسية المتعثرة بعد هرسلة طويلة للسياسة باستعمال الاتحاد “أكبر قوّة في البلاد” ذراعًا.. في الدول الأخرى استُعملت الجيوش للانقلاب على الثورات.. فهل يُستعمل الاتّحاد في تونس لضرب المسار وإحراق الربيع بقيادته لانقلاب انتخابيّ ظاهره قانونيّ وحقيقته الاحتيال؟

6. قد تسألون أين اليسار المستوطن في الاتّحاد؟ أليس هو جهاز مناعة للمجتمع ضدّ الاستعمار والاستبداد والاستغلال؟
من المؤسف أن نقول إنّ اليسار التونسي في غالبه مجرّد يسار فرنسيّ الهوى تعوّد أن “يعيش تونسيّ” على طريقة السيّدة ألفة الترّاس “رامبورغ” زوجة السيد سليم بن حسين مؤسس جمعية العلوم السياسية للعالم العربي سنة 2006 بفرنسا.. أسماء عربية بأهواء فرنسية.. يسار وظيفيّ غير أصيل معدّل جينيا لأداء أدوار ثقافية محدّدة.. متسرّب من ترجمات فرنسية ركيكة لبعض كرّاسات اليسار البعيد.. يسار سفّه التاريخ أحلامه وعصف برومانسيته الثورية فركب عجلة العدَم…

السفير الفرنسي مع الطبوبي في مقرّ الاتّحاد
الطبوبي مع نبيل بافون رئيس الهيئة المستقلة للانتخابَات

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock