تدوينات تونسية

الجراديون عازمون على تخريب الإنتخابات المقبلة !

نصر الدين السويلمي
خطير جدا..
قال الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري أن الاتحاد طلب من هيئة الانتخابات فتح باب التسجيل للنقابيين لترؤس مراكز الإقتراع لأداء واجبهم على أحسن وجه في إطار القوانين والشفافية والحيادية وقد وافقت الهيئة على ذلك !!! كما أكد أيضا أن الاتحاد سيساهم في التسجيل وفي مراقبة الانتخابات “بداية من الحملة الانتخابية التي تحصل فيها عديد التجاوزات لاسيما التجاوزات المالية،
وسيخصص مراقبين لذلك، إذ أن له مجموعة مكونة منذ انتخابات 2014 كما أنه سيكون مجموعة أخرى أي أنه سيخصص ما يقارب الـ2000 ملاحظ للقيام بهذه المهمة أي أن الاتحاد سيكون له ملاحظون في كل الجهات من فترة الحملة إلى يوم الاقتراع”، وحول المشاركة في الانتخابات قال الطاهري “إن هناك عدة فرضيات ستحال على الهيئة الإدارية الوطنية لاتخاذ القرار، منها فرضية التقدم بقائمات خاصة بالاتحاد وهي الأضعف من بين الفرضيات ولم تلق تحمسا كبيرا من النقابيين إلى جانب فرضية دعم ترشح نقابيين بأسمائهم مع طيف من المجتمع المدني أي قائمات مستقلة فضلا عن فرضية الترشح باسم قائمات جبهة اجتماعية ديمقراطية إذا وجدت والى حد الآن لم تتشكل بعد إضافة إلى فرضية ترشح نقابيين بأسمائهم في قائمات حزبية”!!!
نحن لسنا بصدد صورة كاريكاتورية من وحي الخيال، او فرضيات الهتشكوك الكوميدي، لا أبدا نحن بصدد حقائق خطيرة، ترتقي إلى مستوى الجريمة الموصوفة في حق الثورة والإنتقال الديمقراطي، خاصة حين نعلم أن الطبوبي وأعضاء مكتبه التنفيذي الذين أعلنوا أنهم سيدخلون الإنتخابات بقوة وبجدية، التقوا الأربعاء رئيس هيئة الانتخابات نبيل بفون وذلك لإعداد خطة إعلامية وتعبوية مشتركة! نعم هكذا وردت في موقع الاتحاد! وهكذا تحدث القيادي الوطدي سامي الطاهري عن مشاركة الاتحاد في هيئة الانتخابات وفي التسجيل والمراقبة ومكاتب الاقتراع وفي الانتخابات نفسها كطرف مباشر، وأكد أنه رصد لهذه المهام ما يناهز 2000 شخص سيشتركون مع الهيئة في الإعداد والإشراف على الإنتخابات، وسيدخلون كأطراف منافسة أو داعمة لقوى إستئصالية يوم الإقتراع! وربما سيجمعون إلى مهامهم النقابجية، مهمة قرطاج والقصبة وباردو، وربما هي نهاية التجربة التونسية الرائدة، بسواعد النقابة الجرايدية بعد صمدت تونس في وجه الحملات الزايدية.
ليت شعري كيف فرخت هذه النفايات النقابية السامة من الأسمدة الحامية الحشادية العاشورية! طوفان من الحيرة يهجم حين نراجع مواقف الاتحاد ضد الثورات العربية، ضد ثورة سبعطاش ديسمبر، أسئلة حائرة تبحث في سر الدهاليز التي تزود منها إتحاد جراد بغريزة التخريب، حين نرى إسهامات “بنو جراد” الغير جليلة في 35 ألف إضراب، انصهارهم إلى حد القيء في العملية السياسية، استعمالهم الفعل النقابي الشريف لأغراض إيديولوجية محنطة خسيسة، ميليشيات.. إضرابات.. منع للعمال من الإلتحاق بمراكز عملهم.. إغلاق مستشفيات، مرضى يعودون أعقابهم من الشمال إلى الجنوب بحجة الإضراب.. مدرسة معطلة.. جامعة خاوية.. فسفاط يئن في تربته.. تونسي من بني جلدتنا يخرج ليقول أن الإضراب نحج برا وبحرا وجوا! يشمت المرضى الذين يتألمون، يشمت في المسافرين العالقين، الذين يفترشون بلاط المطارات والموانئ.. يفرح لأن الدراسة تعطلت لأن العلم توقف لأن المواصلات انقطعت لأن الإستثمار فر لأن الشركات العمومية أفلست..
ثم بعد كل ذلك وحين تمكنت هذه القيادات المهموسة بالدمار، من تحويل الساحة إلى هشيم، التفتت فوجدت هيئة إنتخابات دستورية قائمة، نجحت في الإشراف على إستحقاقات تشريعية ورئاسية وبلدية أبقت التجربة على السكة، هالهم ذلك فقرروا إجتثاث النبتة الدستورية الأخيرة ومن ثم المرور لاقتلاع الدستور وبعد أن يعم الخراب يجتمعون ويجلسون على تلها، وربما قام فيهم الوطد خطيبا، وبعد أن أثنى على الدمار الشامل وشكر الخراب، زف إليهم بشرى إلحاق ثورة سبعطاش بثورة 25 يناير وبقية الثورات الموءودة، وربما قدم جنين سبعطاش في كردونة… نور الدين طبوبي برتبة محمود بدر.. سامي الطاهري برتبة محمود عبد العزيز.. أبو علي مباركي برتبة حسن شاهين.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock