تدوينات تونسية

صبائحية الفكر الجدد

عبد القادر الونيسي
بعد كتاب “الأيام الأخيرة لمحمد” “les derniers jours de Muhammad”. والذي اتهمت فيه الأستاذة في كلية الآداب هالة الوردي الصحابة بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم.
ظهر لنفس الكاتبة أخيرا كتاب “الخلفاء الملعونون” “Les califes maudits”.
الكتابان طباعة باريسية يوزعا بأسعار زهيدة.
الكتاب الثاني أكثر خبثا مقصده ضرب الخلفاء الراشدين ومن ورائهم الصحابة الحلقة الواصلة بين الرسول والأمة للتشكيك في الأسانيد والنصوص المؤسسة للإسلام بما فيها القرآن بنية الحسم في قواعد التفسير والتأويل ويصبح النص المقدس نصا أدبيا ظهر في زمان مختلف لا يلزم زماننا.
حجم الإفتراء على التاريخ الإسلامي لم يجرؤ عليه أعتى المستشرقين قاطبة “غولد تسيهر” الذي اعترف في آخر حياته على الأقل بفضل محمد على البشرية.
طمعت هالة الوردي في كتابها الأول بفتوى شبيهة بتلك التي جعلت كاتبا مغمورا آسمه سلمان رشدي صاحب كتاب “آيات شيطانية” رمزا لحرية التعبير.
لم ينتبه كثير من الناس للكاتبة ولم بحتف بها إلا معرض تونس للكتاب ومديره شكري المبخوت.
أعادت الكرة مع كتابها الثاني “الخلفاء الملعونون” بنفس سردية الخيال العلمي “science fiction” والتي تريد أن تفرضها كحقائق تاريخية لم ينتبه لها أحد قبلها.
تصدى لها أشهر المؤرخين المعاصرين الدكتور هشام جعيط ودعاها إلى إحترام المنهج العلمي في البحث عن الحقيقة التاريخية أو تصنيف ما تكتب في خانة الرواية.
ردت عليه الأستاذة بمنطق بذيء لينطلق بعد ذلك سدنة كلية الآداب للنيل من أعظم مؤرخ تونسي بعد ابن خلدون.
الكتابان عبارة عن سرقات من أسوأ ما كتب الإستشراق مع غياب البهرج الذي يعطي نوعا من الحقيقة للكذب والذي يسميه علماء الحديث “زينة الوضع”.
العمى الإيديولوجي واللهث ورآء الشهرة جعل من هالة الوردي تبيع الذمة والهمة وتراوغ حيادية الباحث.
صبائحية الفكر الجدد أو كما سماهم أحد المفكرين أسرانا عند الغرب لا يألون جهدا في مناوشة عقائد شعبهم بنية التشكيك في الإسلام آخر المشترك الجامع الصامد على مدار الأزمنة والعصور .
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock