مقالات

العنتريات الجهادية نماذج من الحمق الاسترايتيجي العربي

أبو يعرب المرزوقي
ما لم نحدد السر الذي يجعل كل نخب أوروبا وأمريكا أكثر خوفا من إسرائيل منا لن يمكن أن نقاومها أو أن نجد من يكون لنا عونا عليها في الغرب ولا في الشرق. وأكاد أقول إن إيران أصبح لها اليوم نفس القوة في المشرق وتسعى إلى مثلها في الغرب. فقد لاحظت أن جل النخب العربية وخاصة في الخليج تعيش رعبا وخوفا من تأثيرها الخفي والمبهم وخاصة بين النخب الاقتصادية والأكاديمية والإعلامية ناهيك عن السياسية.
ومن لا يبحث عن سر هذه القوة الخفية لذراعي الهيمنة في الإقليم وخاصة في المشرق لا يمكن أن يفهم انقسام الأنظمة العربية والنخب التابعة لها إلى صفين تابعين للذراعين الإسرائيلية التي لها سلطان عالمي والإيرانية التي يمتد سلطانها على العرب ولها بعض سلطان عالمي بخرافة الحضارة الفارسية لأنهم آريون (وخاصة بين الألمان في ألمانيا وفي المهاجر الغربية).
والعلة الأساسية هي أن يمثل العرب بخلاف من يمثل إيران لا يجلب الاحترام لا بسلوكه في بلاده ولا خاصة في علاقته بالغرب. ذلك أن التبعية المقيتة واحتقار الذات عند النخب العربية التي تسيطر على تمثيل الإسلام مهين وحقير حتى إن فضائل الحضارة الإسلامية لم تعد مما يعتزون به ولولا بعض الثراء الغبي لاعتبروا أنديجان كما تعرضهم كليشهات السينما الاستعمارية.
فحتى ترومب الذي يدفعون له الجزية السخية ورغم كونه حمارا فهو يحتقرهم ولا يستطيع أن يقول لغيرهم مهما كانوا متخلفين ما يقوله لأسيادهم وحكامهم فضلا عن رأيه في شعوبهم. ولعل أفضل من عبر عن ذلك أوباما الذي قال ما معناه إنه يستطيع أن يتعامل مع إيران لأنها دولة لكنه لا يستطيع أن يفعل مع العرب لأنهم قبائل ولأنهم ليس لهم ما يمثل دولة تلتزم بسياسة.
ولذلك فمحاولتي لا تقتصر على سر سلطان إسرائيل حتى على النخب الغربية وسر هوان العرب حتى على أنفسهم وعلى ذراعي الغرب في الإقليم إسرائيل وإيران فضلا عن هوانهم عن حماتهم من الغربيين والوسطاء من أراذل العرب الذين يعملون عندهم في الإعلام والإدارة الاقتصادية والاستشارة السياسية وهم غالبا من عرب الشمال.
وعندنا مثل في تونس يقول: فين تحط روحك (يعني نفسك) تلقاها (تجدها). ومعنى ذلك أن قيمتك عند غيرك هي قيمتك عند نفسك. فأكثر الناس احتقارا للعربي هم النخب العربية في كل بلد عربي ثم بين البلاد العربية. وقد فسر بعضهم من الحمقى -ممن يعتبرونهم من كبار الخبراء في علم السياسة- بأن فقراء العرب يحسدون أغنياءهم لكأن الثورة التي من هذا الجنس تستحق الاعتبار وتدعو إلى الحسد. لكن لا شك أنه وجود شيء من نقمة الفقراء على الأغنياء خاصة إذا كان هؤلاء يعاملونهم معاملة العبيد عندما يستقدمونهم للعمل عندهم.
ولأبدا بسلطان إسرائيل على النخب الغربية السياسية والجامعية والإعلامية والاقتصادية والثقافية. هل يمكن فهم ذلك باللوبيات كما في أمريكا؟ لا أعتقد ذلك كافيا وإن لم استهن به. فهذه اللوبيات يمكن أن نفسر بها السيطرة على السياسيين. لكن بقية التأثير على النخب الأخرى يصعب تفسيره بها بل لا بد مـما هو أعمق.
ما يعنيني إذن ليس سلطان اسرائيل عندنا بل سلطانها في الغرب لأن سلطانها عندنا مستمد من سلطانها في الغرب. فالحكام العرب لا يتوددون لها بذاتها بل بوصفها وسيطا لهم لدى أمريكا وبوصفها من يمكن أن يغطي عليهم بما لديها من سلطان في الامبراطوريات الأعلامية والخداع الأيديولوجي العالمي.
عشت في أوروبا في شبابي بوصفي مبتعثا للدراسة فيها وأعلم أن النخب الأوروبية لا تقل خضوعا لسلطان إسرائيل والصهيونية من نخبنا بل لعلها أكثر خضوعا لأن ما يحد من خضوع نخبنا مشهود يوميا في اضطهاد الشعب الفلسطيني وفي احتلالها للأرض العربية حتى وإن كان هذا الاحتلال لم يمنع من استعمال إيران لمليشيات القلم والسيف العربية.
وما لم أستطع له فهما هو أن من يدعون للحلف مع إسرائل يتوهمون أنها ستحميهم من إيران ومن يدعون للحلف مع إيران يتوهمون أنها ستحميهم من أسرائيل في حين أن كلا منهما يخوفهم بالثاني دون أن يعمل شيئا ضده لأن اللعبة مربحة لهما كليهما فهما يتقاسمان بها الأرض العربية جهارا نهارا.
فسلطان الصهيونية في فرنسا مثلا -ولي بها دراية- شديد القوة والفاعلية إذ حتى المسار الاكاديمي للجامعيين تجده خاضعا للوبيات يتقاسهما سلطان الكنيسة وسلطان اللوبي الصهيوني. وذلك صحيح في الإعلام وخاصة في السياسة كذلك وهم مسيطرون على زعامة جل الأحزاب الفرنسية وجمعيات المجتمع المدني. ويوجد كذلك سلطان لم يعد خفيا لحركات تابعة لهما ولأصحاب المال يتحكمون في كل شيء.
وإذا لم تهزم الصهيونية وإسرائيل في الغرب فإن محاولة هزيمتها في الإقليم تبدو لي شبه مستحيلة. ذلك أن النخب الغربية التي تخافهما أكثر مما نخافهما نحن هي التي تقرر السياسة الدولية وهي التي لن تسمح لنا بالنجاح لا في المعركة العنيفة (العسكرية) ولا في المعركة اللطيفة (القيمية) لغلبة الدولي على المحلي فيهما كلتيهما.
ولست أهرب من علاج المشكل في الإقليم بل أريد أن أقول إن المعارك القيمية تعولمت أكثر من تعولم المعارك العسكرية. وإذن فالمعركة اللطيفة هي التي يمكن أن تكون أقوى سلاح في المعركة مع الصهيونية والصفوية وما يسندهما من خارج الإقليم أي أمريكا وروسيا وبنحو ما أوروبا رغم فقدانها القدرة على شيء. وربح هذه الحرب ممكنة لعلتين:

  1. أولا لأن النخب الغربية هي بدورها ذاقت ذرعا بهذا التسلط ليس من أجلنا بل من أجلهم هم ذاتهم لأنهم باتوا يرون بالعين المجردة أن اللوبيات تقدم مصلحة إسرائيل على مصلحة أوطانهم أولا ولأن النفس البشرية عامة لا تقبل الخضوع والظلم المسلط عليها في عقر دارها إذ إن الصهيوني الذي يبرز أكثر من اللزوم هذا السلوك يبين أنه أجنبي وليس مواطنا فرنسيا مثلا.
  2. وثانيا لأن الثقافة الغربية بدأت تتغير من حيث العلاقة بالعالم الثالث بعد أن شعرت بأن قوى صاعدة وهي من الشرق الأقصى خاصة (مثل الصين) قد تسبقها في التعامل المحترم معه فتفتك منها سلطانها عليه وهو ما يجعل نخبها الاقتصادية والثقافية والسياسية تشعر بضرورة منع ذلك وتغيير السلوك إزاء من كانت تحتقرهم.

أذكر مرة أني رافقت رئيس الحكومة بصفتي مستشارا وحصرت مع الوفد مجلس حوار مع منظمة رجال الأعمال الفرنسيين المتحكمين في رجال الأعمال المغاربة كلهم وليس في تونس وحدها. فبدأوا وإن بدبلوماسية يتساحبون ويقدمون شروطا تعجيزية للاستثمار في تونس. فاستأذنت رئيس الوزراء في أخذ الكلمة.
وسألتهم سؤالا واحدا: هل تراهنون على ثورة تونس والتعامل مع شعب يحترم نفسه ولا يقبل أن يعامله غيره بغير ندية أم تريدون مواصلة العلاقة القديمة التي هي علاقة بين أسياد وعبيد؟ فنحن لم نثر على عملائكم وحدهم بل على عدم الندية. فإن كنتم تحلمون بما سبق فقد انتهى ولنا البدائل رغم أننا لا نريد القطع معكم.
وسرعان ما تغير الكلام فصاروا يطالبون تقديم المشروعات والاستعداد لتمويل الاستثمارات -طبعا خوفا من الصين التي بدأت تفتك منهم أفريقيا- وكان تلميحي مفهوما وقد فهموا الرسالة. لكن وزن تونس لا يكفي لردع عنجهية الاستعمار. ومن ثم فالداء فينا: لا يريد العرب شروط السيادة لتعودهم على عبودية البيادة أو العقال.
لكن ذلك لا يكفي وليس مفيدا على المدى البعيد لأن الصين هي بدورها لا تعمل لوجه الله بل هي تخطط “باللسان الحلو” لاستعمار أدهى وأمر. وقد رأيت ما يجانسه في جنوب شرق آسيا وخاصة في ماليزيا. فلهم اليد الطولى والخفية تمسكنا يعد للتمكن كما فعلوا في ما فصلوه عنها سابقا من جزرها وما يعدون لفصلـه.
ولما كان من المستبعد جدا أن يحاول أهل الإقليم عامة والعرب منهم خاصة التفكير في تكوين قطب متعاون من أجل تحقيق شروط السيادة للجميع وتجنب التخريب الذي يقوم به ذراعا الاستعمار أعني إيران وإسرائيل فإن الاستراتيجية الوحيدة هي التي يفرضها المشهد وضرورة العمل على التاريخ المديد.
وهذا العمل على التاريخ المديد له بعدان أحدهما في الغرب والثاني عندنا. وما يحدد طبيعة العمل في الغرب هو الذي جعل الصهيونية تتحالف صراحة الآن مع اليمين الأوروبي والأمريكي-المسيحية الصهيونية- والمافية الروسية ضد الوجود الإسلامي في الغرب والشرق المعادين للإسلام رغم ما بينهما من عداوة أصلية باعتبار اليمين هو أصل معاداة السامية. وسر هذا الحلف غير الطبيعي مضاعف:

  1. بدأ اليسار ينفض الغبار عن نفسه بعد أن كان الحليف البنيوي للصهيونية في شكلها المتياسر والمتمركس مدركا أن من يستعبده ليس شيئا آخر غير الصهيونية وخاصة بنوكها وإعلامها وتقديمها مصلحة إسرائيل على مصلحة أوطانهم.
    والنموذج الأكبر هو فرنسا بالذات. فرئيس فرنسا الحالي دمية روتشيلدية ذهب به الحمق إلى حد تقديم الدليل المادي على هذا الحلف بين اليمين الفرنسي والصهيونة إذ هو طابق بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية أي إن من يعادي صلف إسرائيل صار في عرفه يسمى عدوا للسامية.وهذا يضاعف وعي اليسار وبعض الشرفاء من نخب فرنسا بالقضية. واليسار الغربي يرى أن حليف هذا الحلف من أهل الإقليم نوعان: الأنظمة العميلة التي تحرض على ما تسميه الإسلام السياسي ومعهم إيران ودعايتها الساعية لإلحاق تهمة الإرهاب بكل ما هو سني معتمدة على حمق النخب السلفية الجهادية التي يسهل اختراقها وتوظيفها في “غزوات” إرهابية في الغرب معتبرين ذلك بطولات لغبائهم.
    وهم لا يدركون أن مثل هذه “الغزوات” المستفيد الوحيد منها هو اليمين الغربي والصهيونية والصفوية والأنظمة العربية العميلة لأنها تساعد على تكبيل الحضور الإسلامي في الغرب فاعليته التي هي من التاريخ المديد وليست سريعة المفعول ما يعني أن هذا العمل الغبي منهم هو خطة ضد انتشار الإسلام. وهذا السلوك هو العنصر الثاني.
  2. فهو يحرج اليسار الأوروبي ويعوق الوعي بسلطان الصهيونية لأن اليمين يكتفي بضرب أمثلة من هذا الإرهاب في عقر دارهم فيجعلهم شيئا فشيئا يفقدون التأثير في الرأي العام الشعبي الذي يرى هذه الأحداث وكأنها من جنس شهد شاهد من أهلها. ومثله وقع مع يسار إسرائيل الذي قضى عليه حمق الانتحاريين.
    وهذا الغباء يخسرنا المعركة القيمية دون أن تكون له فاعلية في المعركة العسكرية بل بالعكس فحتى في هذه هو لصالح إسرائيل والغرب. ذلك أن إسرائيل لو رأت من مصلحتها مثلا أن تقضي على المقاومة في غزة أو في جنوب لبنان لفعلت.لكن ما يعنيها أكثر هو انقسام الفلسطينيين وتخويف السنة من الشيعة.
    فهذا في الحساب الاستراتيجي بعيد المدى أكثر فائدة لإسرائيل من الحسم السريع الذي كلنا يعلم أنها قادرة عليه لكنها لا تقدم عليه لأنه لا يحقق أهدافها البعيدة. والدليل أن من أبقى بشار في سوريا هو إسرائيل وليس إيران. لكن وظيفة إيران هي بصورة غير مباشرة تمكين إسرائيل من تحقيق التطبيع السريع مع الأنظمة خوفا من إيران واحتماء باسرائيل.
    ولما كانت النخب العربية الحاكمة عديمة الشرعية وعديمة الاستراتيجية وقصيرة النظر وغير عاملة بالآنفال 60 فإنها تسارع بالبحث عن المخارج التي هي كلها آنية وهي دائما من طبيعة ردود الفعل فترتمي في أحضان ناتنياهو. وكنت ولازلت دائما يقشعر بدني عندما أسمع الفلسطينيين يتكلمون على صفقات مع إسرائيل.
    فلعبة الصفقات -ذهنية شيلوكية عند الصهيونية والصفوية- أخذتها المقاومة في غزة بالعدوى من حزب الله. وهي لصالح إسرائيل دائما عند من يحلل الظاهرة. فهي تعطي المقاومة المزعومة وهم الانتصار فتطيل المعارك الجانبية وتمدد في الانفصال المقصود لأن عدم وحدة الشعب الفلسطيني غاية استراتيجية صهيونية وأمريكية هانحن بدأنا نرى ثمراتها الآن في صفقة القرن التي لن توقفها المقاومة المزعومة بل سيمكن لها الانقسام الفعلي بين قوى الأمة في الاقليم وخاصة في فلسطين.

ذلك أن صفقة القرن هي سايكس بيكو الثانية. ولكن ليس لصالح القوى الاستعمارية وحدها ومباشرة مثل الأولى بل هي لذراعيهما إيران وإسرائيل معها. والتفتيت الجديد سيبدأ بفلسطين إن تواصل الانقسام بتكوين دولية غزوية على حساب وحدة مصر ودويلة ضفوية على حساب الأردن بعد التهجير لإبقاء فلسطين يهودية خالصة وذلك لحمق القيادات. وعنتريات حزب الله حققت كل ما تنتظره إسرائيل وأمريكا منه:

  1. تفتيت سوريا لأن من حافظ على علل التفتيت هو مليشيات السيف العربية الشيعية ومليشيات القلم المسيحية والقومية العربية خاصة في خدمة المشروع الصفوي والصهيوني.
  2. تسهيل حل مشكل اللاجئين بالتوطين حيث هم في لبنان وسوريا والأردن لأن من يسر ذلك هو تهجير السوريين وإضعاف وحدة فلسطين بالمزايدة على مسار التحرير الذي كاد يحقق أهدافه لولا هذه المزايدات.

كنت دائما أعجب من اعجاب العرب بما يتصورونه مقاومة لبنانية وهي في الحقيقة ورقة صفوية لمفاوضة الغرب وأخذ حصتها من أرض العرب ولا علاقة لها لا بمصلحة لبنان (بدليل النتيجة وهي توطين الفلسطينيين فيها حتما) ولا في مصلحة العرب بدليل تفتيت سوريا والعراق ولا في مصلحة الإنسان بدليل عودة الانتداب في كل بلاد العرب.
ومن غرائب الدهر أن الذي يدافع عن وحدة سوريا هو الذي يعتبره العرب أعدى أعدائهم أعني تركيا. وطبعا لست أجهل أن تركيا لا تفعل لوجه الله بل لأنها تعلم أن تفتيت سوريا مقدمة لتفتيتها. فإذا تكونت دولة كردية على حدودها فمعنى ذلك أن أكرادها سينضمون إليها ومعهم علوييها وستفتت تركيا هي بدورها. فماذا نفعل مع حمق الأعراب؟
وأختم الآن بعلة تعليقي على ما يكتفه الدكتور حكيم. فكلامه المبالغ فيه عن الصليبيات وتشكيكه في الإسلام السياسي هكذا دون تمييز جزء من هذه الظاهرة. فهو بهذا الكلام الذي يبدو غيرة على الإسلام يحاربه أكثر من أعدائه لأنه يحقق ما يريد أعداؤه تخويفا من عودة الإسلام والمسلمين إلى التاريخ.
فلكأنه ينبه الغربيين إلى أن المسلمين لا يمكن أن يطمأن إلى جانبهم وأنهم إذا عادوا فسيكونوا كما كانوا في الماضي خطرا على الغرب. وهذا هو أهم حجج اليمين والكنيسة و إسرائيل وإيران والأنظمة العميلة التي يدعي محاربتها بالكلام لكن كلامه لا فائدة منه للنضال لأنه في الحقيقة لا يساعد إلا الدعاية الاسلاموفوبية للحلف بين الصهيونية واليمين في الغرب. ولست أدري كيف لا يفهم أدعياء الكلام في استراتيجية استرداد الأمة دورها دون الانتباه إلى ظاهرتين عجيبتين:

  1. الأولى يوضحها دور أمريكا في العراق وحلفها البين مع إيران لأنها هي التي كانت تغطي جويا شناعات الحشد الشعبي ضد السنة ما يؤكد حلفها معهم مثل الصليبين ثم المغول ثم الاسترداديين.
  2. والثانية رفض بلحة الدخول في مشروع ما يسمى بالناتو العربي. صحيح قد يكون ذلك من أجل العودة إلى سوق العراق الذي يحتاج لموافقة إيران. لكن الامر أبعد من ذلك. فإسرائيل نفسها لا تريد هذا الناتو. ذلك أنه قد يعطي للعرب بعض الثقة فيحد من الهرولة نحو التطبيع ومن الصفقة الكبرى.

فالتنسيق بين أمريكا وإسرائيل ليس دائما متناغما بل فيه أخذ ورد. ومن يتابع ذلك يفهم أن إسرائيل ما تزال بحاجة إلى تخويف العرب من إيران -التي لا تخيفهم إلا لأن عداواتهم فيما بينهم أكبر من كل عداوة مع الغير-حتى يتم تمرير الصفقة وخاصة التوطين وسايكس بيكو الثانية في ما حول إسرائيل.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock