تدوينات تونسية

عبد الله المعياري يقرر أن يكون ديمقراطيا

الخال عمار جماعي
لم يكن “عبد الله المعياري” ديمقراطيّا حتى علم -بدون علم المعيار ! وهذا عجبٌ- إنّ له إصبعا يزن رأياً وأنّه يصلح لأشياء أخرى غير إدخاله في أنفه ! ولهذا أمسك به وغسله بالماء والصابون وضمّه لبقيّة الأصابع ووضعه في جيبه !.. كان إصبع عبد الله المعياري غافلا عن أدواره لولا هيجة الإنتخاب ! لهذا أشار إليّ به عند مجلس لا يأتيه الباطل من بين يديه، لكن قد يأتيه من خلفه ! فذاك شأن المعياريّة وليس المقام مقام تفصيل.. إنّما يجيء القول على قدر الحاجة !
قال لي: “يا طفل.. تا نسألك: شنهي الساعة ها الديمقراطيّة ؟” قلت في عُجب من احتاج إليه صاحب العلم اللّدنّي: “أصلها يا عمّ عبد الله “ديموس كراتوس” معناها حكم الشعب للشعب.. يعني أنت قادر بصبعك باش تختار الحاكم !”.. قال كعادته في التعجّب بقلب شفته: “معناها هاضة (وأشار) ينجّم يوزن في الرّأي ؟”.. ضحكت رغم عدم اطمئناني لردّ فعله: “لا يا عمّ عبد الله، موش هاضاكه !! الآخر عاد.” !!
قال مواصلا: “باهي، وكيف نغطّسه ايش نعمل بعدها ؟”.. قلت في قلبي: “يا ربّي عديها على خير !”.. أجبته: “تمشي للخلوة وتختار إلّي يساعدك !”.. قال: “باهي، وكيف تطلع الحكاية قرعة.. ويطلع كلب بن كلب ؟”.. قلت وقد بُعلت في الأمر: “الإنتخابات الجاية نبدّلوه بالصبع زاده”!.. قال عبد الله المعياري: “أناهو صبع ؟!.. هاضة ؟”.. وأشار بالأوسط.. قلت مجتنبا فحشه: “نعم.. هاكه هو بروحه “!!.. ولا أدري حتى الآن أيّ الأصابع استعملها عبد الله المعياري، ولكنّه قرّر من ساعتها أن يكون “ديموس كراتوس”!
” الخال “

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock