تدوينات تونسية

صليب "نوتردام" لا يرمز للدين

حاتم الغزال
سنة 1998 كان يشرف على بحثي في ماجستير الوراثة بروفيسور فرنسي من الغوادلوب وهي مستعمرة فرنسية في امريكا الوسطى. كان لا يخفي عليا كرهه للفرنسيين الذين قتلوا أجداده واستعبدوهم وجلبوهم من إفريقيا للعمل في مزارع قصب السكر هناك.
أذكر أنني مررت معه يوما أمام كاثدرائية “نوتر دام” فقال لي كم أكره هذا المكان الذي بناه الفرنسيون لعبادة الرب الذي استعبدونا وقتلونا وشردونا من أوطاننا باسمه. فقلت له إن هذا من الماضي البعيد أليس لك اليوم أن تقلب هذه الصفحة المريرة من التاريخ وتتصالح مع هذا الوطن الذي تنتمي إليه والذي جعل منك طبيبا وعالما على أعلى مستوى فقال لي هو ليس بتاريخ بل ثقافة متجذرة… هم إلى اليوم مستعدون للتضحية بكل شعب الغوادلوب حتى لا يسقط ذلك الصليب الذي تراه فوق برج “نوتردام” فذلك الصليب لا يرمز للدين كما تعتقد بقدر ما يرمز لثقافة الهيمنة والتفوق…
عندما رأيت اليوم تلك الأموال الطائلة التي تبرع بها أباطرتهم في يوم واحد لإعادة ذلك الصليب إلى مكانه أيقنت أن أستاذي كان على حق.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock