تدوينات تونسية

أطفال "الكراذين"

فاطمة كمون
صور أطفال “الكراذين” تنتظر أذون السماح بالدفن، ذكرتني بذاك الطفل السوري الغريق “ايلان” والذي رجت صورته وهو مسجى بالامواج على شاطئ كان يحلم بكرة على ضفته الأخرى..
صورا اخرى تحضر في ذاكرتنا وتغيب في خضم معترك الحياة.. محمد الدرة.. الطفلة اليمنية “أمل” والطفل “عمران”.. صورا أخرى استحضرتها لأطفال العراق والصومال والبورما وافريقيا.. أغلبها التقطتها عدسات الكاميرا صدفة، ورجت الكرة الأرضية بحجم بشاعتها، نتذكر بعض الأسماء وتغيب أخرى، لا يهم الإسم حين يسأل المشهد الضمير عن رأيه وموقفه.. صور مساء أمس لا نعرف جنس الموأود فيه ولا إسمه، والأكيد لا يهمنا ذلك فقط أعلم أنهم سيكون عددا ضمن لوائح الأحزاب للمزايدات ومادة ظهور لنواب يستجدون أصواتا لنيابة أخرى، وحلقة نقاش تافهة لمرتزقة الإعلام…
فقط إليهم أقول تذكروا جملا لأطفال أصابهم سهم الظلم فأنطقهم آها وصلت حدود السماء “سأخبر الله بكل شيء” وآخر يرتجي الله الموت لأنه رحمة “يا الله بدي أموت وأروح الجنة حتى آكل خبز”..
لضمائر ساستنا ولجشع المسؤولين لا تلوموا القلوب إذا بكت.. فصمت الدمع ينطق من الأذى.. “أطفال الكراذين” لم ينطقوا بعد فقد ألجم أخطبوط الفساد صرختهم ونادى دمهم وجدان من شعر بقهر الفقر والظلم، آن أوان الجور ان ينقضي، فدماء الشهداء لم تكفي وها هي أرواحنا فداء للوطن..

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock