مقالات

ريما سفيرة السعودية في واشنطن

وائل زميت

Princess Reema Bint Bandar Al-Saud,

سفيرة جديدة في أمريكا. لكن الحقيقة مهما عملت هذه السيدة ستبقى دائما في ظل أبيها بندر بن سلطان آل سعود.
هذا السيد ممكن ابرز وسيبقى أهم سفير خدم في واشنطن. أكثر من 22 سنة في أمريكا. تعامل مع 10 وزراء خارجية و5 رؤساء وتقرب من بعضهم، خاصة من عائلة بوش، حتى اعتبر فردا منهم.
هنا، سأتحدث عنه بإيجاز من أربع زوايا:
الفساد، الإرهاب الدولي، القرب من صناع القرار، دوره في تدمير العراق.
يعتبر الأمير بندر مهندس أكبر صفقتين للتسلح في تاريخ بلاده، الأولى تتعلق بإمداد سلاح الجو الملكي السعودي بطائرات الإنذار المبكر الأمريكية “أواكس”، والثانية صفقة اليمامة، والتي تتضمن إمداد سلاح الجو الملكي السعودي بطائرات مقاتلة من طراز “تورنادو” وأنظمة دفاعية.
الصفقتان شابتها العديد من الخروقات. على سبيل المثال، في صفقة اليمامة، تلقى بندر أكثر من 2 مليار دولار عمولات مقابل دوره في إبرام الصفقة. وإضافة إلى رشوة أخرى لابنته ريما (السفيرة الحالية) تمثلت في دفع تكاليف رحلة شهر عسلها (رحلة 6 أسابيع بأكثر من 250 ألف جنيه إسترليني).
هذا بالإضافة إلى الرشاوى أو “الهدايا” وشيكات المليون دولار التي اعتاد توزيعها…
في وثائقي انتجته pbs تحت عنوان “House of Saud”، وإجابة عن الاتهامات بالفساد، أجاب الأمير: آخر 30 عام، بلغت تكاليف مشاريع التنمية في السعودية حوالي 400 مليار دولار. انظر كيف كنا وكيف تطورنا، صحيح ربما التكاليف بلغت في الحقيقة 350 مليار دولار فقط، وهناك 50 مليار دولار تبخروا… هناك فساد؟ “So what” الفساد موجود في كل الدول… (صريح الأخ 😀 )
بندر بن سلطان متورط سياسيا وأخلاقيا ومسؤول أول على دعم وتمويل كل العمليات المشبوهة التي شاركت فيها السعودية إلى جانب أمريكا عندما تعجز الأخيرة على تمويلها أيام الحرب الباردة.
من إيران كونترا وتخصيص 32 مليون دولار شهريًا لمقاتلي الكونترا للإنقلاب على حكومة الساندنيستا المنتخبة ديمقراطيا في نيكاراجوا، إلى تمويل معسكرات تدريب المتمردين والانفصاليين في أنجولا تحت قيادة جوناس سافيبي، إلى استخدام مرتزقة ضد القذافي في التشاد، إلى دعم المجاهدين في إفغانستان و “جهادهم ضد الإلحاد السوفياتي”.
ومن عجائب ما فعله السعوديون ما حدث في إنتخابات 84 الإيطالية، بعد أن تأكد الجميع من اقتراب فوز الشيوعيين، أرسل رئيس الوزراء إلى البابا الذي اتصل برئيس الـ CIA، إتصل الأخير بالملك فهد. وانتهت العملية بتحويل بندر مبلغ 10 مليون دولار للفاتيكان!
لم يكن بندر بن سلطان سفيرا عاديا في واشنطن، شبك العلاقات واقترب من الفاعلين وصناع القرار، ولعل خير دليل على ذلك علاقته بريجان وخاصة مع آل بوش لدرجة أنه أصبح يلقّب بـ “بندر بوش”.

بعد خسارته انتخابات 92 أمام بيل كلينتون، وجه بندر رسالة إلى جورج بوش الأب ورد فيها: “أنت صديق عمري، ولن أنسى أنك أنقذت بلادنا واعتبرتني واحدا من عائلتك. أنت تستحق الفوز، ولكن حتى إذا خسرت فستكون رفيقا لونستون تشرشل الذي خسر الإنتخابات وكسب الحرب”.
علاقة توطدت وتواصلت مع الإبن دبليو بوش. يروي الصحفي المخضرم بوب ودوورد في كتابه “Bush at War” قصة استدعاء عائلة استدعاء بوش لبندر سنة 1997 قصد إعلامه بنية ترشيح جورج دبليو لانتخابات 2000. (قبل 3 سنين بدأ التحضير، احنا عنا انتخابات بعد بضعة أشهر والكلها ناعسة). حاصيلو، بندر رفقة رجال بررة كان دورهم تأطير وتأهيل المرشح الشبه جاهل جورج بوش للانتخابات وساعد بندر بشبكة علاقاته الممتدة داخل واشنطن وخارجها.
بعد وصوله للبيت الابيض، بوش طلب مساعدة بندر مرة أخرى عندما ألقت الصين القبض على 24 جندي من البحرية الأمريكية بتهمة التجسس. في ظرف وجيز وبعد واسطة من بندر بن سلطان، تم تحرير الأمريكان…
الأمير بندر كان قريبا جدا من البيت الأبيض ويدعي بوب ودوورد أن بوش أعلم بندر بنيته ضرب العراق حتى قبل إخبار وزير خارجيته كولن باول.
مسلسل آل بوش وصدام وبندر بدأ بعد ارتكاب صدام لأكبر حماقة في التاريخ: غزو الكويت.
بندر بن سلطان كان من أبرز المدافعين على استدعاء نصف مليون جندي أمريكي لتأمين السعودية ضد أي هجوم عراقي محتمل…
في 5 جانفي 1991، التقى وزير الخارجية الأمريكي جايمس بيكر نظيره العراقي طارق عزيز، سلمه بيكر رسالة شخصية من بوش إلى صدام، تضمنت تحذيرا شديدا وطلبا بالإنسحاب الفوري من الكويت. قرأ طارق عزيز الرسالة ورفض إستلامها فبالنسبة إليه لا يُخاطب رئيس العراق بهكذا أسلوب فض.
في كتابه “The Prince” (سيرة ذاتية لبندر) يقول المؤلف ويليام سيمبسون أن بندر بن سلطان كان هو من تولى ترجمة الرسالة وتعمد إعتماد ذلك الأسلوب. لم تتوقف النذالة عند هذا الحد، فلما خشي أن يتراجع صدام، سافر بندر إلى لندن وطلب من مدير تحرير صنداي تايمز أندرو نيل تسريب ونشر الرسالة بقصد إحراج صدام خشية أن يتراجع الأخير. بالطبع واصل صدام عنجهيته وكانت عاصفة الصحراء وبداية تدمير العراق…

قبيل الغزو، أطلع ديك تشيني وزير الدفاع بندر على الخطة العسكرية ليؤكد جديتهم. ونفس الشي حدث بعد 11 عاما أثناء التحضير لغزو 2003 مع رامسفيلد…
في 14 مارس، قابل بندر بن سلطان بوش وأعرب عن قلق يعتري السعودية والأردن لأن أمريكا لم تبدا الحرب بعد! وعبر على استعداد السعودية لتعويض أي نقص من البترول بعد ضرب العراق لضمان عدم إختلال الإنتاج والأسعار…
الآن أمسكوا أنفسكم، بندر بن سلطان أتى إلى البيت الأبيض غير حالق لحيته وقال لهم أقسم أني لن أحلق حتى تضربوا العراق وإلا سوف أبقى هكذا ههههههه (المصدر: Plan of Attack، بوب ودوورد).
يظهر أنني أطلت كثيرا، في الأخير يمكن تلخيص علاقة أمريكا بالتابع السعودي بتصريح نقل عن سفيرها في واشنطن الأمير بندر بن سلطان آل سعود: ‘‘لو علم الأميركيون مقدار ما قدمناه لهم من خدمات، لما أعطونا صفقة الأواكس فحسب، بل لقاموا بتأمين القنبلة النووية لنا”…
#المهلكةالاعرابيةالسلولية
#امريكااكبردولةارهابيةفي_العالم
هذه صورة صغيرة لسفير السعودية الأسبق في واشنطن. هناك دولة شقيقة سفراءها وقتها كان أحدهم يشتري في الزرابي لسيدة تونس الأولى والآخر يرسل في النمور والقرود لصخر الماطري… (نسيب الرئيس الأسبق).
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُون
House of Saud

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock