تدوينات تونسية

محرزية والمرزوقي ومهنة الأنبياء

عبد القادر الونيسي
إلتقيت ذات مناسبة مع عبد الستار المسعودي، تجاذبنا أطراف الحديث في الشأن العام. كان شديدا في نقده للباجي وللنداء ووصفهم بكل صفات الترذيل وأنه غادر النداء وفاء لمبادئه.
بلغني أخيرا أنه عاود الإلتحاق بالنداء فمالذي تغير في النداء أما أن الرجل لا مبدأ له أصلا.
لم أتفأجأ بمسلكه فهو سليل النخبة التي تربت في ظل المسخ البورڨيبي ثم أشبعها بن علي ذلا ومهانة حتى أنها لم تنبس ببنت شفة دفاعا على سيدها الأول وقد أذاقه نظام السابع الأمرين.
دفعني لهذا الحديث إفتئات هذا الرجل على سيدة من سيدات تونس الفضليات وتعييرها بأنها لولا بورڨيبة لكانت مع المرزوقي “سراحا” في الجنوب.
أقول لهذا التافة أن أفضل الخلق محمد عليه الصلاة والسلام آختاره الله لهذه المهنة وكذا آختار المسيح وغيره من الأنبياء عليهم السلام وفي حالتهم تلك تلقوا الوحي الذي يقض مضاجع المستبدين والأمل الباقي للمستضعفين.
ثم ثنى بسفاهة أعظم من سابقتها وآختزل الدين في حركة سياسية عندما ذكر أن كل مرتدية للحجاب وكل من على جبينه “طابع الصلاة” هو من النهضة.
هذا شرف لا تدعيه النهضة وهو أكبر منها ولكنه يؤكد غربة هذه الملة المنبتة عن شعب مسلم فخور بدينه تريد إخضاعه لسلطانها وهواها خدمة لأسيادها لكن هيهات فما خاب عنده السابقون لن يفلح فيه اللاحقون.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock