تدوينات تونسية

الكنداكات

ليلى حاج عمر
مفتونة أنا بنساء الثورة في السودان. الكنداكات المحاربات الملكات، نساء بقامات اللبؤات والزرافات يرتدين التُوب السّوداني (بالتاء المضمومة) ويلقين الشال على رؤوسهنّ ويمتلكن مهارة كبرى في الخطابة ويقدن المسيرات ويطالبن بإسقاط النّظام.
نساء السودان الثائرات يدخلن التاريخ ولا تكون المرأة امرأة إلا إذا ثارت أنوثتها الجميلة على قبح الواقع آنذاك هي قادرة على أن تفرغ جرار روحها في قلب الشمس لتسقي الأرض ضوءا أخضر. السّودان الذي لا نكاد نعرف عنه سوى البامبو السوداني وكتابات الطيب صالح وأشعار محمد الفيتوري، هكذا شاء حكّامنا الملويّة أعناقهم إلى الشّمال الملتفتين عن الجنوب خلال ستين سنة، قادر على إطعام كلّ الوطن العربي وعلى درّ الخيرات بأراضيه الخصبة التي تنام على ضفاف النيل القادم ماؤه من بحيرة فيكتوريا حيث الجغرافيا البهيّة المنسيّة تنتظر النّساء لإيقاظها بأهازيجهنّ أهازيج الأنثى السّمراء.
هكذا هي المرأة حين تنضج وعيا وفكرة سمراء إفريقية بلغة عربية وروح تونسيّة تنادي “الشعب يريد”. الكنداكات بينهنّ وبين نساء “الله أحد” هنا النابشات في قبور الأصنام والموتى لقتل روح الثورة مسافة ثورة مسافة حرية مسافة كرامة. مسافة ضوء.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock