تدوينات تونسية

قياديّ من النّهضة يعترف بأنّه حزب عقائديّ مغلق

عبد اللطيف علوي
تصريحات لطفي زيتون
ليس لي مشكلة معه ولا مع غيره، أنا مشكلتي مع هذا النّوع من الخطاب الّذي يظنّ أنّه يستطيع أن يكسب خصومه حين يتبنّى اتّهاماتهم له ويكفيهم عناء الإثبات. ماذا سيطلبون أكثر من هذا؟ قياديّ من النّهضة يعترف بأنّه حزب عقائديّ مغلق une secte. وداخله جيوب تطرّف!!!. طبعا هذه هديّة لا تردّ، وهذا الاعتراف يكفيهم عناء الإثبات. الآن أصبح الأمر واقعا ويستطيعون أن ينصبوا له عشرات البلاتوات على امتداد أسابيع! 
إذا كنت تظنّ أنّك بهذه الهديّة الثّمينة ستكسب احترامهم فأنت واهم. سيمدحونك في البداية كي تتجشّأ أكثر وتخرج كلّ ما في معدتك، ثمّ سيحتقرونك ويرمونك مع النفايات، ولن يروا فيك سوى مجرّد إخوانيّ جلف متطرّف، يستعمل نوعا من التّقيّة والتّمويه ليخدع ساكنة المجتمع الحداثيّ. هذا هو في النّهاية ما سيكون وليس سواه.
لنفترض جدلا، أنّك أردت أن توجّه رسائلك إلى الدّاخل من أجل التّطوّر. ولنترك جانبا وقاحة التّوصيف الّذي استعملته ومدلوله الخطير، كان بإمكانك أن تعمل على تطوير خطاب الحركة من الدّاخل، في مؤسساتها ومؤتمراتها وملتقياتها، دون أن تجعل الأمر بضاعة إعلامية وسياسية للمزايدة، ومسمارا إضافيّا في خصر الحركة التي يراد لها أن تبقى دائما في مرمى النّار على مدار السّاعة.
ولنفترض أنّ رسالتك كانت موجّهة للخارج وليس للدّاخل، فلتعلم حينها أنّ هذا الخارج لا يعنيه أبدا أن يتحقّق ممّا إذا كانت تلك الاتّهامات صحيحة أو خاطئة، ولا يعنيه أبدا أن تتطوّر الحركة نحو المدنيّة التي تتباكى عليها، يعنيه فقط أن يوظّف كلّ ساقطة ولاقطة من أجل إقصاء هذه الحركة التي أعجزته في كلّ ساحات الفعل السياسي.
يعني من الآخر، لن أفترض أبدا أن يكون لطفي زيتون غبيا إلى الحدّ الّذي لا يدرك فيه هذه البداهات. ماذا يبقى إذن؟ يبقى فقط أنّه يبحث عن موقع شخصيّ له وحظوة داخل المجتمع الحداثي مستعدّ أن يقدّم في سبيلها كلّ التنازلات وشهادات الزّور.

نأتي الآن إلى مضامين العبارات التي استعملها، بعضهم حاول تبريرها بأنها يقصد التطرّف الفكري والسياسي. ماذا ترك بعدها إذن؟ التطرّف الفكري والسياسي هو وقود التّطرّف الآخر المسبّب للإرهاب. اللّعب على الكلام في هذا المستوى لا ينفع وكلّ كلمة تصبح في مثل هذه الظروف التي نعيشها عبوة ناسفة.
ثمّ ماهي أدلّة السيد زيتون على هذا التّطرّف؟ وهل ضرب لنا أمثلة على ذلك؟ أم أنّ مجرّد نقده ومعارضته يصبح حالة من حالات التّطرّف في نظره؟ أفلا يكون هو بهذا المعنى المثل الوحيد للتّطرّف الّذي يتحدّث عنه؟
هل يستطيع أن يقدّم لنا أيّ واقعة فيها طرف نهضاوي مارس العنف أو الإقصاء أو الإرهاب أو دعا إليه، كي نستطيع أن نتعامل مع كلامه كرأي معلّل قابل للنقاش والإثبات أو النفي.
خلاصة القول:
هذا الرّجل أساء إلى الكثير من المناضلين من أبناء حركته وفجر عليهم إذ وصفهم بالتطرّف. وليس عليه أقلّ من أن يعتذر لهم علنا وبتواضع وبحياء، وأنا لست معنيّا باعتذاره فلست منهم، لكنّهم مناضلون صادقون أعرفهم وأحترمهم وأعادي من ظلمهم.

#عبداللطيفعلوي

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock