تدوينات تونسية

حركة النهضة: العواطف والأفكار وعلامات المسار

بحري العرفاوي
تابعت مفاعيل حوار القيادي في حركة النهضة السيد لطفي زيتون في جريدة الشارع المغاربي أو هو الجزء الأول من الحوار واطلعت على ردود بعض القيادات من مثل القياديين البارزين علي العريض وعبد الحميد الجلاصي كما استمعت إلى بوغلاب الاعلامي المحبوب في أوساط الاسلاميين.
بوغلاب بدا متعاطفا جدا مع السيد لطفي زيتون خاصة في ما قيل أنه تعرض لتهديد أما السيد علي العريض فإجاباته كانت تحريكََ يدٍ ناعمةٍ في إناءِ ماءٍ زُلال بحيث ترى اليدَ بوضوح ولا يتغير لون الماء، علي صديقي وأخي رجل ذكي وحكيم وذو عقل بارد، السيد عبد الحميد الجلاصي يقول أن لطفي زيتون صاحب أفكار وأنه إذا ضاقت به الحركة قد يعبر خارجها وهو لا يرى حرجا في التفكير خارج “الأنساق” المنضبطة.
اتصل بي أصدقاء كثيرون على الخاص يسألون عن موقفي كمتابع للشأن العام فأجيبهم بالتالي: ما يقوله لطفي زيتون جهرا يقوله آخرون سرا، وأرى أن مثل تلك “الشجاعة” تمثل “صاعقا” في جسم الحركة “البارد” لتحريكها ولإنتاج تيار نقدي داخلها هي بحاجة أكيدة إليه.
الحركات التي تتأسس على مشاريع إحيائية لا تخشى النقد بقدر حاجتها إليه ولا تضيق بالتنوع ولا تتوجس من تساؤلات مناضليها بل ولا “تغار” من نشأة مقاربات أخرى تخرج من رحمها وتظل تشدها إليها وشائج تاريخ ونضال وتضامن.
هل الخلاف مع زيتون هو حول “الاسلام الديمقراطي” و”تسليم” الاسلام للشعب؟ لا أرى ذلك فالحركة منذ مؤتمرها العاشر أكدت فصلها بين الدعوي والسياسي وليس مهما إلى أي حدّ تحقق الفصل عمليا لأن الشعب كله بكل تياراته وأحزابه مسكون بالدين وواقع تحت هيمنته في الوعي واللاوعي في السياسة والعلاقات والعادات.
أعتقد أن زيتون يشتغل على “مدار” آخر يبلغ حدّ “الإختلاف” الإستراتيجي مع المسار “الرسمي” للحركة.
“مسار” ليس متأكدا أن من يرسمه هو “مجلس الشورى” أو “المكتب التنفيذي” ليس بسبب غياب أو ضَعْفِ الديمقراطية في المؤسستين وإنما بسبب “وعورة” الطريق و”طلاسم” الطرائق، وبسبب أن “لوحة القيادة” لا تستدعي أكثر من ماسك بالمقود لتأمل “المُعطيات” التي تهطل من “الساتيليت” // تلك مراقي لا يرقاها أحدٌ لمجرد أنه مناضل أو مفكر وإنما تحتاج مؤهلات أخرى هي من نحتِ التجربة والإحتكاك بـ”غرف الجنّ”.
ملاحظة 1: في محطات تعدد الاستراتيجيات وتوالد الأفكار على العاطفيين والمتعاطفين والعطوفين الترفق بقلوبهم وإذكاء عقولهم وملازمة الحذر.
ملاحظة 2: لطفي زيتون ليس فقط من بين من يُسهمون بوضع أصابعهم في “العجين” إنما هو من “قلة” تعرفُ أسرار “الخميرة”..

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock