تدوينات تونسية

سيف القانون.. على من يطبّق القانون ؟

نور الدين الغيلوفي
تتردّد هذه الأيّام عبارة تطبيق القانون على الأساتذة ونقابتهم لأجل استرداد هيبة الدولة… حتّى لقد انخرط في الجوقة إعلاميّ خرج لتوّه من السجن قبل إكمال عقوبته.. جاء يحرّض على الأساتذة وينادي بتطبيق القانون…
تطبيق القانون مطلب نبيل لا يرفضه عاقل.. فالديمقراطية تقوم أساسا على تطبيق القانون.. لحماية المدينة… والأساتذة هم دعاة القانون ورعاته بما يزرعونه من علوم وما ينشرونه من تربية.. ولا أحد منهم ينكر على الدولة تطبيق القانون..
#ولكن
ليس على الأساتذة وحدهم نطبّق القانون..
نطبّقه على الوزير القادم من وراء حدود الثأر.. وقد كان أمس ركنا في نظام الفساد والاستبداد.
نطبّقه على بارونات الفساد، المتمعّشين، داخل وزارة التربية وخارجها…
نطبّقه على ناهبي المال العام وعلى الممتنعين عن دفع الضرائب للدولة…
نطبّقه على الغيلان المفزعة والقطط السمان والفئران الصغرى…
نطبّقه على اللصوص وقطّاع الطريق.. على الإعلاميين المتنفّذين والسياسيين الفاسدين والمثقَّفين المتمعّشين…
إذا طبّقنا القانون حقَّ تطبيقه كان من جملة تطبيقه الاعتذارُ للأساتذة نأكل من زادهم، مادّيا ومعنويًّا، ونمسكهم لأجل أن تزداد القطط سِمنًا.. ولأجل أن يتاجر بالتربية جهلةُ المترَفين…
ليس بالتهديد تُحلّ مشاكل التربية المتراكمة التي لا تمثّل أزمة التعليم الثانوي سوى القمّة من جَبَلها…
طبّق القانون..
أغن الأساتذة عن الحاجة…
ارفع مقامهم عاليا وأعد الاعتبار إليهم.. ومن أخطأ منهم سيُفردونه ولن يجد مكانا له بينهم…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock