تدوينات تونسية

جميعهم يدّعون وصلا بتونس… وأفعالهم تكذّبهم

صالح التيزاوي
كل الأحزاب التي تناسلت من القديمة بنت القديمة والتي تشكّلت بعد الثّورة، تجرّدت من مضافها الدّستوري “الحزب الإشتراكي الدّستوري”، “التّجمّع الدّستوري…”لارتباط الحزين بأخطر حقبتين في تاريخ تونس بعد الإحتلال استبدادا وفسادا. ليس خافيا على أحد أنّ التّجمّع خرج بقوّة الإنقلاب من رحم “حزب الدّستور” وزاد عليه لفيفا من الإنتهازيين من أصحاب المصالح ومن شتات اليسار الذي وجد في عداء بن علي للإسلاميين فرصة للتّسرّب إلى هياكله لضمان المكسبين المادّي والإجتماعي من جهة والأيديولوجي من جهة أخرى فيما بات يعرف بتجفيف منابع الهويّة والتّديّن.
وقد تعزّز حضور الشّيوعيين في هياكل التّجمّع مع قدوم (محمّد الشّرفي) على رأس وزارة التّربية، فتجمّعوا عن يساره ومن فوقه ومن تحته لملاحقة كلّ نفس إسلاميّ حتّى وإن كان سطرا في كتاب. وفي سياق الثّورة المضادّة اتّجه أبناء القديمة إلى ركوب الوطنيّة شكلا، حيث أصبحت أحزابهم المتناسلة من التّجمّع مضافة هذه المرّة إلى “تونس” على غرار “نداء تونس”، “مشروع تونس”، “آفاق تونس” وأخيرا “تحيا تونس”، وحتّى الجمعيات النّاشطة في المجال الإجتماعي، نسجت على نفس المنوال “خليل تونس”، وهو في طريقه ليصبح “نبيل تونس”، بعد أن تداولت شبكات التّواصل الإجتماعي صورة لصاحبة “قناة العائلة” وهو منهمك في “فعل الخير”. حيلة جديدة ومكر جديد في سياق موجة الثّورة المضادّة لإيهام الشّعب التّونسي بأن لا صلة لتشكيلاتهم الحزبيّة والجمعياتيّة بالحقب المظلمة من تاريخ تونس ولإيهام الشّعب التّونسي بأنّهم قطعوا مع ماضي الفساد والإستبداد وللإيهام بأنّ الثّورة قامت على كيان لم يعد موجودا.
جاء في الأمثال المحكيّة على لسان الحيوان: أنّ صيّادا نصب شركا للعصافير في يوم شديد البرودة؛ فكان إذا وقعها أحدها في شركه، أخذه فذبحه ودمع عينيه يسيل لشدّة البرد والرّيح.
فقال عصفور: انظروا إلى هذا الصّيّاد، ما أرقّ قلبه، كيف تدمع عيناه. فأجابه آخر: “لا تنظر إلى دمع عينيه، بل أنظر إلى عمل يديه”.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock