تدوينات تونسية

شعارات نقابية في وزارة التربية

كمال الشارني
“يا عصابة السراق، التصعيد التصعيد…”،
أنا مع التصعيد حتى دمار الموسم الذي لم يعد موسما حتى بمقاييس التعليم في جمهورية خنفشاريا، عندي مشاعر مازوشية من باب بما أننا اتخذنا، اتخذنا في “الفلذوذات”، فالأنسب للتي شنعت أن تكمل ليلتها، لتكون الشنعة واضحة، وبما أن أحد أصدقائي في نقابة الثانوي أطلق في وجهي نيران الكره حين شكوت له تشرد أبنائنا وبناتنا في الشوارع: “لسنا محضنة الفلذوذات متاعك، نحن أساتذة”، وبما أن نقابيا آخر كتب هنا: “أخيرا اكتشف التونسيون أن عندهم أبناء”، على أساس أننا قبل قدومه إلى التعليم العمومي، كنا نقترضهم من كارفور في الأعياد، فإن الأنسب لنا هو أن نستسلم تماما لخرافة طفولتي الشهيرة: “كليني أيتها الحمراء ذات الأذنين”.
… أما إن كان لديكم الفضول لمعرفة السبب
بعد 35 دقيقة فقط، بما فيها المجاملات والمقدمات وتذويب الجليد، فشلت جلسة التفاوض بين وزارة التربية ونقابة الثانوي، اليوم استفاق ابني (باكالوريا) باكرا، لكنه لم يتحمس للذهاب: “لا أدري لماذا أذهب أصلا ؟”، كان محقا، فقد عاد في الثامنة وربع إلى البيت بلا أمل، لم يعد يهمني من هو السبب بقدر ما تدمرني مأساة أن مستقبل أبنائنا، رهاننا الوحيد، يذبح أمامنا، أما إن كان لديكم الفضول، فإن السبب هو أن وزارة التربية اقترحت زيادات بمفعول 64 مليون دينار، والنقابة تمسكت بنقطتي التقاعد الاستثنائي المبكر والمنحة الخصوصية، أرأيتم أن الأسباب غير مهمة إزاء حجم الخسارة وخراب العام الدراسي ؟
القاعدة العامة في الحرب، هي أن تقاتل من أجل تحقيق أهداف، يصعب تحقيقها كلها، إن حققت أغلبها: صحة وبالشفاء، إن حققت ثلثها: لا تفقد العزيمة في انتظار المعركة الموالية، إن لم تحقق شيئا، اضمن على الأقل العودة إلى قواعدك سالما،
الآن، إن فشل الموسم الدراسي، فلن تجد قواعد تعود إليها أصلا، لا سالما ولا مجروحا،

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock