تدوينات تونسية

هل تحتاج تونس إلى "جبهة شعبية" مواطنية أم إلى "جبهة شعبية" إستئصالية ؟

عادل بن عبد الله
هل تحتاج تونس إلى “جبهة شعبية” مواطنية أم إلى “جبهة شعبية” إستئصالية ؟
لي قناعة راسخة بأن الجبهة الشعبية ليست هي المشكل في تونس (لأن المشكل عام ويخترق كل الأحزاب والايديولوجيات والمؤسسات).. ولي قناعة أشد رسوخا بأن الجبهة لن تكون هي الحل/البديل مادامت مصرة على اجترار خطابها الاستئصالي البائس (العداء للرجعية “نظريا” وحصر الصراع مع الاسلاميين دون البرجوازية الحاكمة)، ومادامت متمركزة على ذاتها عبر استعلائها الايديولوجي الكاذب، ومادامت مصرة على علاقاتها الانتهازية بالنواة الصلبة للبرجوازية الحاكمة قبل 14 جانفي 2011 وبعده… ولكني على ثقة من أنه من المحال الوصول إلى حل جذري للأزمة المجتمعية في تونس من دون مقترحات الجبهة الشعبية، بشرط أن تعيد الصراع إلى المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وأن تنحاز إلى المقموعين “كلهم” (أي أن تنحاز إلى الفئات المهمشة والمحرومة بصرف النظر عن هويتها الايديولوجية).
هل تحمل “الجبهة الشعبية” بديلا اجتماعيا مواطنيا حقيقيا أم أنها مجرد ملحق ثقافي بالنواة الصلبة للنظام البرجوازي؟
إنّ البديل الحقيقي عن التوافق البراغماتي الذي لا يفعل غير إدارة الأزمة وترسيخها، هو توافق وطني حقيقي، توافق ما بعد ايديولوجي مهمته البحث عن حلول جذرية للأزمة المجتمعية إنطلاقا من إعادة توزيع السلطة والثروة على أساس أكثر عدلا وأكثر مقبولية عند مختلف الفئات، ولن يكون البديل عن التوافق النهضوي-الندائي هو التوافق الايديولوجي على أساس خرافة النمط (بين الجبهة ويسار النداء وجماعة الانتخاب المفيد)، لأن هذا التوافق الأخير سيدفع بالبلاد إلى سيناريو الاحتراب الأهلي مهما كانت أوهام العاملين على تحقيقه (فلا مهرب من الحرب الأهلية بحكم منطقه الاستئصالي الثقافوي وقاعدته الايديولوجية المعادية للاسلاميين بالجوهر والقصد الأول، وغير المعادية للنواة الصلبة للمنظومة القديمة إلا من جهة توظيف تلك المعاداة “الصورية” في تحسين مواقع التفاوض معها).

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock