تدوينات تونسية

لن يخرج الباجي منتصرا

عبد القادر الونيسي
الإصرار الموارب للباجي على إعادة الترشح لإنتخابات الرئاسة هو إختيار على عدم الخروج من الباب الكبير.
تربى السبسي في قصر الباي ثم ارتمى في أحضان بورڨيبة عندما أيقن أن الغلبة ستكون له وأن ملك البايات إلى زوال.
سخر نفسه لخدمة بن علي الغالب الجديد وأنكر ولي نعمته بورڨيبة بل لم نسمع له يوما صوتا مدافعا عن الزعيم في محنته.
الباجي وقد بلغ من العمر عتيا مازال يصر على التربع على الكرسي وتوريثه ولو كان الثمن الوطن وأهله.
تلك هي الثقافة التي شربها على أيدي أولياء نعمته من الباي إلى بن علي.
لن يستسلم الباجي بسهولة وما المحنة التي تعيش البلاد على وقعها إلا صنائع يديه من تهييج للجبهة الشعبية وإتحاد الشغل وبقايا التجمع من أجل هدف وحيد هو توريث السلطة.
كتبت سابقا أن تونس تغيرت لكن الباجي لم يتغير وأن هذا الشائب سيرهقنا.
ستعيش البلاد في قادم أيامها على وقع نزوات الباجي والغرف السرية المبثوثة داخل البلاد وخارجها، سندفع ثمنا باهظا لكن سهم التاريخ الذي إنطلق لن يعود إلى قوسه.
لن يخرج الباجي منتصرا لتونس الجديدة التي لبست حلة الثورة والحرية بل سيخرج مهزوما بأصوات شعب سئم الهوان والعبودية.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock