تدوينات تونسية

يستنبحون فينبحون !

عبد اللطيف علوي
شاهدت بمنتهى القرف والتّقزّز والغثيان، فيديو حمّه وشركائه، وهم يهتفون اليوم في عيد الثّورة، في عيد سقوط المخلوع: “يا غنّوشي يا سفّاح يا قتّال الأرواح!!!”، ايه ايه، ما كمش غالطين، ماقالش مثلا “يا مخلوع يا سفّاح يا قتّال الأرواح!” هو كي نحاولو نفهمو كيفاش يفكّر بالضّبطومون، نلقاووه ماشي في بالو اللّي الغنّوشي هو اللّي كان يحكم نهارتها، وهو اللّي قال أنا فهمتكم، وهو اللّي هرب للسعودية!!
دعونا نذكّر أنفسنا بشيء بسيط جدّا من تاريخ حمّه المجيد (فكّ علينا من حكاية فبركة كاسات العريض، شبيكم جماعة النّهضة تشدّوا كالبرد في المفاصل؟ تي ماو قلنا صغير وطايش وقتها، والرّاجل كبر عاد توّة ورزن وعمل مخّه. ما نقعدوش كلّ مرّة نجبدوله في لوبانة أمّي سيسي وكمال لطيف ودرا شنوّة.)
حمة الهمّامي كتب سنة 89 “كتيّبا”، هو في الحقيقة في حجم هاك الكرّاس القديم رقم 8، كان تتذكّروه جماعة الجيل الذّهبي، (وأظنّه البيضة اليتيمة في مسيرته الفكرية الحافلة بالمؤلّفات العظيمة، إلاّ أن تفنّدون!). عنوان الكنّش، أقصد الكتاب: “ضد الظلامية… حركة نهضة أم حركة انحطاط”، وما جاتهوش الفكرة مثلا أن يكتب “ضد الديكتاتورية”، سبحان الله، هذاكا الإلهام متاعه وشيطان السياسة آش أوحاله.
يعني وقتلّي بدا بن علي يسخّن في السّكاكن ويدقّ طبول الحرب على الإسلاميين، وما يقتضيه ذلك من توحّد ونصرة للمظلوم، اختار حمّه أنّه يكون “شهيلي”، يطيّب لبن علي، بلغة البوليتيك (على فكرة هو راهو ما يعملش البوليتيك خلاص، عكس الجماعة الأخرين وهاضوكا وهاضوكايا…):
يعني بالكاراييبي الفصيح: اختار أن يكون منظّرا للاستبداد وليس مجرّد مشارك أو محرّض عليه.
عموما هذه سلوكات اليسار تاريخيا في عموم البلدان العربية: يستنبحهم الحاكم على الإسلاميين فينبحون! الأولوية عندهم كانت تصفية الإسلاميين ولو عبر التحالف مع الشيطان نفسه، فلماذا تستكثرون عليه اليوم أن يكون وفيّا لمبادئه؟
أكثر من ذلك، ياريت تذكّروا حمّه المناضل، أنّ أقلّ تلميذ في قواعد النهضة ناله من السجن والتعذيب والحرمان أضعاف ما دفعه حمّه في حياته كلّها، تلاميذ النّهضة منهم من سجن خمس سنوات وزيادة، فماذا دفع هو مقارنة بما دفعوا؟
على كلّ حال يبدو أنّه في مقابل المبدأ الرّأسمالي الشهير: دعه يعمل دعه يمرّ، واضح أنّو حمّه عنده نظرية أكثر تطوّرا ومبدأ خاصّ بيه وحده ساك:
دعني أنبح، دعني أهرّ !

#عبداللطيفعلوي

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock