تدوينات تونسية

صمتوا عندما كان القضاء يذبح خصومهم

عبد القادر الونيسي
عندما كان القضاء ظالما غاشما لم نسمع لهم صوتا لأنه كان يذبح خصومهم. الآن وقد أصبح عندنا قضاء يرد دعوى لرئيس الدولة ضد مواطن بسيط إسمه عماد دغيج ويحتج على سراح برهان بسيس في سابقة تاريخية تنادت أصوات التشكيك والتشليك للقدح في أهم ضامن للديمقراطية لأنه لم يعد موافقا لهواهم.
ولعلها أول مرة في تاريخ الديمقراطية يشكك طرف سياسي في القضاء ويسعى إلى إرباكه أمام صمت مخزي لعموم الطبقة السياسية والإعلام والنخبة.
ما قامت به لجنة الدفاع عن المغدورين بلعيد والبراهمي الذراع الخبيث للجبهة الشعبية من سرقة لوثائق سرية وإصدار أحكام ضد خصم سياسي في تحدي واضح لمؤسسات الدولة وإستخفاف بالقضاء يجعل السكوت عنها مشاركة في الإثم.
ما زاد ربما في غي هولاء هو صمت النهضة التي أشارت لها اللجنة مباشرة بإصبع الإتهام فسره البعض بالحكمة والبعض الآخر بالتردد والخوف.
انطلقت الحملة على النهضة مباشرة بعد إنتصارها للشاهد على حساب الرئيس وآبنه.
تم إستدعاء صبايحية كل زمان ومكان وتكليفهم بالنيل من النهضة لمعاقبتها على شق عصا الطاعة.
روايات متهالكة ترددها اللجنة فاضحة نفسها ومن يحركها أمام الملأ العام.
نطقت النهضة أخيرا على لسان رئيسها بعد صمت طويل وأنكرت أي علاقة بالمتهم الرئيس في رواية لجنة الجبهة الشعبية.
على النهضة الآن عكس الهجوم وبالسرعة القصوى وبخطاب على نفس وتيرة خصومها ومغادرة منطقة الصمت البغيض حتى لا يفسد هذا المسلسل ما بقي من شبه حياة سياسية.
التنظيم السري الذي لا يعرفه كثير من الناس هو مئات الآلاف من المعذبين والمشردين والأيتام والثكالى الذين دمر حياتهم من يقف وراء لجنة الإفك عندما تحالف مع جلاديهم ويسعى الٱن لمصادرة مستقبل أبنائهم وأحفادهم بالسعي لإعادة منظومة الفساد والإستبداد هؤلاء جميعا يشكونكم إلى الله الذي لا تضيع عنده دعوة المظلوم.
“وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا”

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock