تدوينات تونسية

هل انتهى زمن الثورات؟؟؟

عبد الرزاق الحاج مسعود
(أفكار اليوم الأول من سنة لا يهمّني رقمها)

نعم،
إذا نظرنا إلى مواقف كل التيارات الثورية التقليدية اليسارية تحديدا بمختلف مدارسها الماركسية اللينينية والستالينية والتروتسكية والماوية والجيفارية، والإسلامية الخمينية نتبيّن تخلّي جميع هذه الاتجاهات الفكرية الراديكالية عن فكرة الثورة لصالح الاندماج الوظيفي لا التكتيكي فقط في أنظمة كليانية بوليسية دموية باسم “التصدّي للإرهاب الإسلامي الداعشي” في التقاء موضوعي ميداني مع فاشيتين عالميتين تديران حروب العالم الحديث هما الفاشية الأمريكية والفاشية الصهيونية.
تتكوّن جبهة الحرب على “الإرهاب الإسلامي الداعشي” اليوم من دول فاشية دموية إرهابية بشكل لم يعرفه التاريخ البشري: الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أساسا، ثمّ روسيا وإيران والسعودية ومصر وما بقي من ميليشيات بشار.
الذين يتعامون بإصرار مقيت على أن داعش هي الذريعة الإيديولوجية المثلى التي رعتها الفاشيات المذكورة للقضاء على ثورات الشعوب العربية هم شركاء موضوعيون في إجهاض الوعي الثوري وتزييفه نهائيا.
الذين يتعامون على أن التسليح الخفيف المحسوب لميليشيات التوحّش السلفي الوهابي سليل العطالة الفكرية العربية زمن الدكتاتوريات، والتسفير المنظم شبه العلني للمرتزقة الموظفين من طرف مخابرات الفاشيات الإرهابية الأمريكية والصهيونية والتمويل السخيّ والخيالي المفروض بالابتزاز والتهديد (تذكروا قانون جاستا) من أنظمة الخليج “الفانتوش””الماريونات”… قلت أن الذين يتعامون على أن التسليح والتسفير والتمويل، مع القصف الإعلامي الهوليودي العالمي كان بغاية إجهاض كل مقوّمات النهوض العقلاني الديمقراطي الوطني العربي الذي توفرت كثير من شروطه لحظة اندلاع شرارة الثورات العربية، من يتعامى عن هذا هو شريك موضوعي في عملية التدمير الجارية حاليا لمقدّرات ما كان يعرف بمشروع النهوض العربي.
الذين يروّجون لأسطورة الحرب على داعش من “أنصار المقاومة” ويصوّرون الصراع الدولي على أنه بين قوى التحرّر والتغيير مقابل “الإرهاب العالمي الصهيو- داعشي” هم ضحايا ” تزقيم gavage ” إيديولوجي كثيف يوهمهم بامتلاك المعطيات المخابراتية السرية جدا التي تزوّدهم بها آلات تصنيع الولاء الحربي/الحزبي المذهبي. هؤلاء ينتبهون إلى أن الفاشية الصهيونية ترعى داعش، وهذا حقّ، ويتعامون على أنها ترعى بنفس الدرجة الأنظمة المجرمة التي تبرّر شرعية توحّشها بمحاربة داعش، وهذا هو الحول والعَوَر الاستراتيجي القاتل.
يكفي أنهم يردّدون نفس الشعارات مع أنصار الأنظمة الظلامية الخليجية المجرمة والأنظمة التي أسقطتها شعوبها المقهورة قبل أن ترتدّ عليها رحى الفاشية الأمريكية الصهيونية الخليجية الإيرانية.
لكلّ ذلك تموت الآن فكرة الثورة
ولن ألعب دور المبشّر لأقول إلى حين.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock