تدوينات تونسية

إنّ الشّبّيحة لأنجاس مناكيد

صالح التيزاوي

شبّيحة نظام البراميل المتفجّرة في قمّة السّعادة هذه الأيّام، ألسنتهم تلهج بالثّناء والتّمجيد لزعيم الممانعة بعد “انتصاراته العظيمة”. يقولون بأنّه عاد إلى الوطن ولكنّهم لا يذكرون بأيّ الثّمن ؟
عاد إلى الوطن الذي وصف ذات قمّة عربيّة قادته بأنّهم أشباه رجال وأنصاف رجال. فما الذي تغيّر؟

هل اكتشف أخيرا أنّه مثلهم فعاد إلى حضنهم ؟ فمن مثله قتل الأطفال والنّساء على طريقة الدّواعش، ومن مثله أعلن حرب إبادة وتهجير على شعبه، واستباح الوطن للغزاة ليعينوه على قتل شعبه عقابا له لأنهّ تطلّع ذات يوم للحرّيّة وكفر بالمورّث والوريث؟ فتلك أفعال لا يأتيها الحيوان فكيف بالإنسان؟

شبّيحة هولاكو الشّام أعلنوا الأفراح واللّيالي الملاح، فما أقلّ حياءكم وما أكثر وقاحتكم وما أشدً نذالتكم…
شبّيحة وربّ الكعبة بفكرهم السّاذج والهزيل وثقافتهم البائسة وسلوكهم المنحرف وكليشيهات لا تغيّر شيئا من مأساة حلب، ودير الزّور ومضانيا وأخواتها من ضحايا عنف النّظام الطّائفي وبطشه. حتّى أنّ ما يزعمون أنّه فكر وسياسة، يعتبر ردّة عمّا كان يبشّر به أسلافهم وأئمّتهم من قادة الفكر القومي من أمثال ساطع الحصري وعصمت سيف الدّولة. فهل أصبح إقلاع طائرة من دمشق إلى تونس نصرا قوميّا؟ وهل أصبح فتح سفارة لرعاة الثّورة المضادّة وأعداء الحرّيّة وعرّابي صفقة القرن إنجازا قوميّا يستحقّ الإحتفال بالطّبلة والمزمار؟

ماذا عن تحرير الجولان؟ وماذا عن الطّريق إلى الوحدة؟ وماذا عن الطًريق إلى تحرير فلسطين؟ وماذا عن أمّة عربيّة واحدة ذات برسالة خالدة، بعد أن مزّق سفّاح الشّام معنويّات الشّعب السّوري كما مزّق جسده؟ لا شكّ أنّها كانت مجرّد شعارات اتّخذها القومجيّون مطيّة إلى الإستيلاء على الحكم عن طريق الدّبّابة وفرض منطق العنف وخيار الإستبداد على الأمةّ العربيّة.
سوريا لم يبق فيها حجر على حجر، رائحة الموت تنبعث من كلّ مكان، نصف مليون قتيل، وأضعاف أضعاف ذلك من المهجّرين واللّاجئين، وغزاة يملؤون أرض سوريا وسماءها وبحرها. ومستقبل سوريا يتداول بشأنه الرّوس والإيرانيّون والأتراك في “أستانا” في غياب طرطوركم الممانع. فعن أيّ نصر تتحدّثون؟ وبماذا تفرحون؟ قال صلّى اللّه عليه وسلّم “يحشر المرء يوم القيامة مع من أحبّ”.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock