تدوينات تونسية

مائة سنة.. من الوعي المسلوب

محمد المولدي الداودي

أقرأ لزملاء كثيرين رأيهم يعنيني ولهم قدر كبير من الموضوعية بعيدا عن غوغائية الاستعراض وشتميات بعض النواب ولطميات آخرين جاء بهم الفساد إلى ذلك المكان.
أقرأ لهم غضبا حول التفريط في حق المستضعفين من الشعب والتواطؤ مع الفسدة من رجال الأعمال والأموال المتهربين ضريبيا مصاصي جهد البسطاء من الناس وأجد نفسي معنيا بهذا القول لأمرين:

  1. أنا ابن لهؤلاء المستضعفين من الناس الذين عاشوا سنين حياتهم على حلم الكرامة والعدالة والحق.. حلم يغيب من غياب الشمس ويشرق مع شروقها حتى كانت الثورة فحملناه شعارا كأرواحنا بين أيدينا في الشوارع والساحات وإني أراه اليوم وهما يتبدد.
  2. أنا مناصر للنهضة منتصر لها وأرى أنها حزب أنبتته الأرض على عسر نباتا حسنا وكلما نما اشتدت الريح والعاصفة.. النهضة خطاءة توابة وهذا منتهى الجهد الإنساني وهي اليوم في موازين كثيرة ولومي لنوابها وإنكاري لكثير من سلوكها السياسي يساوي تماما إنكاري لكل الأحزاب التي أنتجتها الثورة من يساريين وعروبيين.

الذين جعلوا من المنظومة القديمة محجا في 2013 للإجهاز على خصم سياسي يمثل كثيرا من هذا الشعب المظلوم لا يمكن لهم اليوم التباكي على الثورة والآملين فيها.
الذين جعلوا من قصر الرئيس محجا للفتك بخصم سياسي والقبول بمخططات القتل والدم لا يمكن لهم الحديث عن شعب مستضعف ومهمش.
الذين رفضوا التحالف مع النهضة والمؤتمر والتكتل بعيد انتخابات 2011 حين كان صخب الثائرين يسمع وشعار الثورة يرفع واستقبوا الكل للاحتفاء بعودة رموز الظلم والاستبداد لا يحق لهم اليوم التعويل على ثورة محرفة أو موؤودة.

النهضة أخطأت كثيرا نعم ولكن الآخرون قاربوا مشارف الخطيئة وخطيئة القبول بالدم أكبر الخطيئات.
النهضة سلمت نفسها للمنظومة القديمة ورموز الظلم فيها لتعبث بنقائها النضالي نعم ولكنها فعلت ذلك لتحتمي من ظلم القريب العدو..
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة..
أيها الأحبة هذا الشعب يبدع في اختيار جلاديه فلا تأملوا كثيرا في سنة 2019. عناوين صغيرة تتغير والنص واحد وهوامش قد يتغير لونها ولكنها بلا معنى..
النهضة في مساحات الضياع التونسي علامة لا تشير إلى كل الطريق ولكنها حتما تشير إلى وطن..
نحن اليوم أيها الأحبة في معركة الحفاظ على جوهر الوطن وهذا هو المهم.. وفي رحلة التيه الستين قد نمر بالسنوات العجاف أملا في النعيم.
لوموا النهضة ولكن لا تقتلوا نبض النضال في أبنائها.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock