تدوينات تونسية

عندك منقالة ؟ أنا أيضا !

بشير العبيدي

/|\ #بسمة_اليوم|

في مناطق من المغرب العربي، يطلق النّاس على ساعة اليد كلمة “مِنْقالَة” … برفع الميم أو بجرّها… وتعطيش القاف على منطوق أهل اليمن!

وهذا اللّفظ نشأ على الأرجح منذ زمن طويل حين اخترع النّاس السّاعة الشمسية، وقدّروا تغيّرات الظلّ بالمنقلة، أي الجهاز الذي يقيس نقلة الزوايا ! ثم قلّدوا ذلك عبر حفر خطوط لقياس تنقل الظل تبعا لموقع الشمس، مع حفر خطوط قياسية لذلك، كما هو الشأن للساعة الشمسية الموجودة حاليا في صحن جامع الزيتونة بحاضرة (تونس)، وكان الهدف هو تحديد مواقيت الصلاة، التي تقاس بتحرّك الظلّ نهارا، وتغيّر ضوء الأفق ليلا.

ولقد تمّ قياس خطوط تنقّل الظل بآلة المنقلة (من نَقل ينقلُ)، التي تقيس الزوايا على سلّم 180 درجة كنصف دائرة، أو على سلّم 360 درجة كدائرة كاملة.

وكانت أوقات النهار مواقيتٌ الصلاة يُستعان فيها بالسّاعة الشّمسية المذكورة المرسومة بالمنقلة، ومنها أطلق الناس لفظ “المنقالة” على الساعة اليدويّة، كتحريف لآلة “المنقلة”…

الطريف أنّ “القاف” تلفظُ كالجيم عند أغلب المصريّين، أو نطق القاف على الطريقة اليمنية … لكن انتبهوا ! من لفظ قاف (المنقالة) كحرف القاف العادي، رُميَ عند الناس بالتقعّر !!!…

وبذلك، فإن اسم السّاعة (المنقالة) هو اسم عربي صرف رغم التّحريف !

الآن، من لم يكن من القرّاء يعرف هذه المعلومة، له أن يهديني إما “منقلة” أو “منقالة” … لكم الاختيار …

الشرط الوحيد أن تكون “صناعة عربيّة” …. ولعلّ هذا أشبه بشرط “العازب على الأرملة”، كما يقول أهلنا في تونس !!

✍🏽 #بشير_العبيدي | ربيع الأول 1440 | كَلِمةٌ تَدْفَعُ ألَمًا وكَلِمةٌ تَصْنَعُ أمَلًا |

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock