تدوينات تونسية

دون السقوط في فخّ الإستفزاز

عبد اللطيف علوي

بااااهي تو نحكو شويّة بالفلاّقي

برشه ناس طايحين ركبة في النّهضة ها النّهارين على أساس ماو قلنالكم من الأوّل اللّي النّداء لا يؤتمن وكيفاش تتحالفوا معاه وهاو ثبت بالكاشف اللّي كان عندنا حقّ وأنّكم كنتو غالطين في حساباتكم!!!
الكلام هذا موش صحيح ومبنيّ على استنتاجات مقلوبة، ما يحدث اليوم يؤكّد سلامة التّمشّي اللّي مشات فيه النّهضة عندما اختارت نهج التّوافق من أجل السّلم الأهليّة ومن أجل ربح أكثر ما يمكن من الوقت في هذه المدّة الانتخابيّة، كي تمرّ البلاد بأقلّ ما يمكن من الخسائر.

النّهضة قرات موازين القوى المختلة لصالح المنظومة القديمة نتيجة للموت السريري للقوى التقليدية اللي كان ممكن تسندها في حماية مسار الثورة، وربّحت تونس 4 سنين من الاستقرار وربّحت الثورة مزيدا من الوقت لكي يتجرّع الناس من الحرية وينشطوا وينشروا الوعي ويبنوا أنفسهم في انتظار محطّة 2019.
تخيّلوا لو بقيت النّهضة خارج الحكم من عام 2014، مع إعلام غير محايد يوجّه الكامرا لشيطنتها في كل تحرّك في الشارع مع أمن غير محايد مع أحزاب مناولة أسوأ مليون مرة من بن علي مع لوبيات فساد وناس ناقمين على هيئة الحقيقة والكرامة ويحبّوا ينسفوها نسف، تخيّلوا فقط لو أنّ هذه الحرب التي أعلنت الآن في السنة الأخيرة وقع إعلانها منذ 4 سنوات؟ كانت البلاد حتما ستكون قد سارت على طريق الحرب الأهلية بلا رجعة.
النهضة كانت تعرف أنّهم غادرون، وكانت واثقة أنّه لا توافق لا زيزي، وأنّ المزايدين عليها لن يدافعوا عن استحقاقات الثورة نهار اللّي يجدّ الجدّ، لكنّها لم يكن أمامها سوى أن تلعب على عامل الوقت، وهذا اللّي حصل…
هذه المواجهة كانت حتمية، وكانت النهضة تعرف أنّها حتميّة، لكن على قدّ ما تأخّرها وتقرب لحاجز الانتخابات، على قدّ ما تكون استراتيجيّا قد نجحت في ترسيخ المسار وتثبيت الاستقرار اللّي من غيرو ما فمّاش لا ثورة ولا حرية ولا انتقال ديموقراطي.
لذلك النهضويّون لا يبدون متفاجئين أبدا ممّا يحدث اليوم، ونراهم يتصرّفون بمنتهى الهدوء ودون سقوط في فخّ الاستفزاز ودون خوف أو ذعر مثلما كان البعض يتمنّون لهم، لأنّه سيناريو كانوا عارفينه ومستعدّين له، وعارفين أنّ وقت تتكشف الرّقع الكلّ قادم لا محالة.

الآن أمام هذي القوى أحد خيارين: إمّا تدافعوا على نظافة العملية السياسية وشرف الثورة وعلى الديموقراطية الحقيقية التي لا تقصي أحدا بمثل تلك الخزعبلات، أو اصطفّوا في الجهة المقابلة مع سرّاقين بلادكم قتّالين أولادكم، لا أكثر ولا أقلّ.
سكّر البرنامج.
#عبداللطيفعلوي

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock