تدوينات تونسية

أنذال السياسة

عبد اللطيف علوي

يخطئ من يظنّ أنني أقصد بذلك الجبهة أو النداء أو المشروع، أو لقطاء البورقيبية المزعومة والدساترة بشقوقهم، عبير موسي والغرياني وكمال مرجان، أو أو أو…
أنذال السياسة الذين أقصدهم هم الّذين كان من المفروض موضوعيّا أن يدافعوا عن أوّل وأوكد شروط العمل الديموقراطي السليم، وهو عدم استهداف الخصم السياسيّ بتلك القذارة، وعدم هرسلته وشيطنته والسعي الجنونيّ إلى اجتثاثه وإقصائه وإخراجه من اللعبة السياسية بنفس الطرق الفاشيّة لبن علي.

من أقصد بذلك تحديدا؟
أقصد المرزوقي وعبّو والعيّادي وجماعة المؤتمر من أجل الجمهورية والشعيبي وكلّ الّذين كنت أحترمهم ومازلت أصرّ على أن أحترمهم رغم كلّ شيء، لكنّهم صمتوا ولم يحرّكوا ساكنا ولم يصدروا أيّ بيان يدين هذا السلوك الخطير الذي هدفه المسار الإنتقالي برمّته، وليست النهضة سوى عنوانه المكتوب بخطّ غليظ.
هؤلاء الذين ذكرتهم يشاركون في الجريمة بالصّمت، وفي قرارة أنفسهم يستلذّون ما يحدث، لأنّهم هم أيضا يظنّون ظنّ الضّباع، أنّهم سيستفيدون إنتخابيّا من إقصاء النهضة وإزالتها من الوجود.
الديموقراطي الحقيقي هو الّذي يدافع عن احترام قواعد اللعبة بين الجميع، ولا يرضى باستخدام الأسلحة القذرة ضدّ خصومه السياسيين، ويقف إلى جانبهم حين يتعرّضون للإستهداف والتصفية.
أين أنت من ذلك يا المرزوقي والدايمي والعيادي وغيركم؟!
لماذا تصمتون صمت المتواطئين وأنتم ترون من يسعى إلى استنساخ نفس معركة التسعينات بنفس الأساليب القذرة؟!
هذه هي النذالة السياسية، أن تتظاهر بالحياد والتعفّف، وأنت تشحذ أسنانك كي تأكل من الجيفة التي سيتركها غيرك!!!
سحقا لكم، ما أنذلكم!!
لا أقول هذا الكلام لأنّ الأمر يتعلّق باستهداف النهضة، قسما بالله العظيم لو حدث مثل ذلك مع الحراك مثلا أو التيار أو وفاء، وبقيت النهضة في موقف المتفرّج لقلت فيها ألف مرّة قدر ما قلت فيكم.
ما أنذلكم!

النّهضويّون سيحاربون وحدهم مرّة أخرى، وسينتصرون، مثلما حاربوا وحدهم في زمن بن علي وانتصروا.
منذ قيام الثّورة، ونحن نسمع أصواتا وقحة للكثير من الأدعياء الكذّابين، الّذين ظلّوا يردّدون دائما أنّهم دافعوا عن النّهضويّين أيّام المحنة! وقد كذبوا في ذلك حتّى اصفرّت أسنانهم.
بعد 2014 كذلك طالما سمعنا حديثا للثّورجوت النّطّاطين، يدعون النّهضة إلى الصّدام ونطاح الثيران والجدران، ويقولون لو وقفت في وجه السيستام لوقفنا معها!!! وها هي اليوم تقف وحيدة في وجه السيستام بوجهيه التجمّعي الفاسد واليساري الحاقد! أين كلّ أولئك الّذين كانوا يزايدون عليها ويقسمون على نصرتها إذا استهدفت في وجودها؟! كذبوا جميعا إلاّ قليلا…
النهضويون سيحاربون وحدهم مرّة أخرى، وسينتصرون!
أمّا البقيّة، فسيظلّون مجرّد غبار في أرض المعركة، تثيره حوافر الخيل،
ويكابرون!!!

جمهور السيسي هو نفسه جمهور السبسي، لا يستطيع أن يرى إلاّ بالأبيض والأسود…
عندما تحاول أن تفسّر له أنّ ضرب أيّ حزب واستهدافه بنفس وسائل الإستبداد غير المشروعة وبالتّضليل والإستقواء بالإعلام الفاسد وبمؤسسات الدولة التنفيذية، هو ضرب للديمقراطية ككلّ وللحرية وللمسار بأكمله، يقلّك طزززز، لن نكون حزاما للنّهضة.
يا بجم إفهم… أنت تدافع على قيم ثورتك وديموقراطيتك وعلى نفسك بالنهاية موش على النّهضة يا قصير العمر…
هكذا كان يفكّر حلفاء السيسي من اليسار والقوميين، أين هم اليوم؟؟؟
العقل زينة، وقليل من يتزيّنون.

يا أولادي أنتم أصغر بكثير من أنّكم تحرّكوا ميزان القوى اليوم في السّاحة قيد شعرة، أنا كلامي هذا غايته الوحيدة هي أن تفعلوا الصّحّ من أجل أنفسكم ومن أجل شرفكم ومن أجل صورتكم في المرآة ومن أجل تاريخكم إن كان لكم تاريخ ومن أجل احترامكم لأنفسكم.
شبيكم فهمتوني بالغالط؟؟؟ ياخي جدّ عليكم أنتم قادرون على أن تنصروا ديكا في هذا البلد والنّاس طامعة فيكم؟؟؟

كلمة الحقّ وجّاعة، لا يقدر على قولها إلاّ الصّادقون، ولا يصبر على سماعها إلاّ الشّجعان!

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock