تدوينات تونسية

رئاسة الجمهورية … البريق

إسماعيل بوسروال

1. رئاسة الجمهورية رمز وحدة التونسيين :

سبق لي نشرت تدوينات توجهت فيها بالتحية الى رئاسة الجمهورية نظرا لمواقف الرئيس من قضايا جدلية بين التوتسيين حسم فيها الخلاف بانحيازه الى الدستور والقانون ثم الى مصلحة البلاد العليا وكان آخر تلك المواقف المشرفة هو دعوته للوزراء الجدد لتأدية اليمين الدستورية أمامه، رغم أنه لم يكن موافقا على التحوير الوزاري.
إذن لرئيس الجمهورية مواقف “موحدة” للتونسيين.
ويتحدث الشعب الكريم عن (الرئاسة) بأنها (وهرة) وهو ما عبرت عنه بـ (البريق) في عنوان التدوينة ليفهمها كل من يقرأ العربية.

2. بريق الرئاسة يخفت

منذ مدة، خفت بريق الرئاسة لما أعلن الرئيس إنحيازه الواضح إلى إبنه حافظ في الصراع الدائر بين “شقوق” نداء تونس… لقد خفت بريق الرئاسة فعلا عندما تمسّك رئيس الجمهورية بضرورة (إقالة) رئيس الحكومة… لقد فهم عامة الشعب من الشمال إلى الجنوب أن رئيس الجمهورية إستجاب لرغبة (إبنه) و (عائلته) في التخلص من يوسف الشاهد كمرشح محتمل للرئاسيات 2019.
ولم يغب عن معظم التونسيين أنه تم (تنويم) قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل لتنضم إلى شق حافظ لتطالب باستقالة فورية لرئيس الحكومة ولكامل وزرائها… وسنرى لاحقا كيف نشكل حكومة ؟ 😃

3. إستغلال مؤسسة الرئاسة في شؤون إنتخابية

تجلى ذلك في (دعوة) أو (إستقبال) لجنة الدفاع عن بلعيد والبراهمي ونشر تصريحاتهم على صفحة رئاسة الجمهورية.
تصريحات تتطاول على الدولة التونسية وعلى مؤسسات النظام الجمهوري (الأمن، القضاء، السلطة التنفيذية…) وتروّج الإشاعات والأكاذيب، بل تختلق روايات لم تتفطن إليها أجهزة مخابرات الدول الكبرى… بل وتطالب بتكوين (لجنة ظرفية) و (إستخدام مجلس الأمن القومي) من أجل تهيئة ظروف إنقلاب على المسار الديمقراطي برمته.

4. المشهد الجديد : لا بريق !

إنخفض بريق الرئاسة مع تقدم الإنحسار للدور الوطني الجامع للقوى الوطنية الذى بدأ يتطور إلى إصطفاف مع القوى الإقليمية المعادية للإنتقال الديمقراطي في تونس وكان ذلك لافتا في اللقاء مع السيسي في ندوة دولية ومحادثات مع حفتر في إيطاليا واستقبال ولي العهد السعودي في توقيت غير مناسب… كل هذه التحركات تمثل إصطفافا ضمن محو (القوى المضادة للربيع العربي) وهو سلوك لم تتعود عليه تونس. بديبلوماسيتها الهادئة المرنة التي تنأى بنفسها عن ( الاحلاف) و ( المحاور ) .

5. أتمنى

أتمنى أن يستعيد رئيس الجمهورية دوره باعتباره رمزا لوحدة التونسيين وضامنا للدستور وعاملا مساعدا على نجاح المسار الديمقراطي.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock