تدوينات تونسية

خبر عاجل

عبد الرزاق الحاج مسعود

في مثل هذا اليوم من العام القادم
سيكون الأمر قد مرّ عليه سنة أخرى كاملة
وسواء كنت هنا لأراه من بُعد سنة أخرى
أو رحلت لأراه من مسافة أبعد قليلا
فلن يكون كما هو
سيكون قد قضم جزءا آخر من حياتي ومن الحياة
وصار أكبر وأشدّ وضوحا

أنا لم أعد ألتفت لأقيس المسافة التي قطعت
ولا أتطلّع لأستطلع ما تبقّى من طريق
صرت أكتفي بالنظر إليه كلّ يوم لأتعرّف على وجهي في وجهه
وتأكّدت تماما أنه لن يكون السنة القادمة كما هو الآن

مؤخّرا اكتشفت أنّني لم أطلق عليه اسما نهائيا
وأنّي لم أفكّر فيه يوما
ولم أصفه
ولم أكلّف نفسي النظر إليه لا بالنظارات ولا من دونها
ولم أتحدّث عن شؤونه مع أحد من أصدقائي
رغم أنّني تحدّثت كثيرا في حياتي
إييييه كم تحدّثت وكم كنت ثرثارا فعلا
انتبهت إلى هذا مؤخرا حين كنت أتابع أخبار الحروب في شاشة التلفزة
وتمزقت بين صور الحرب والأخبار العاجلة الحمراء أسفل الشاشة
فجأة توقّعت قراءة خبر عاجل بالأسود أو بلون آخر لافت عنه
توقّعت وانتظرت بثقة أنه سيظهر خبرا عاجلا ضروريا للعالم
ولم يحدث شيء

في السنة القادمة سيكون أوضح بما يكفي
ومع ذلك
لن يراه العالم
ولن تنتبه إليه الحياة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock