تدوينات تونسية

دفاعا عن السيد نور الدين الطبوبي ..

علي المسعودي

تحزنني جدا الشتيمة مهما كان صدقها، وتحزنني أكثر الشتيمة في غير موضعها.. ولكن الذم الذي يتوسّل عبارات المدح يثير السخرية أكثر، لأنه شتيمة مرتدّة على صاحبها !..

يمكنك أن تكتب في هجاء السيد نور الدين الطبوبي رسالة التربيع والتدوير، يمكنك أن تهجوه بما هجا المتنبي كافور.. يمكنك أن تصفه بالبيروقراطي البائس، أو الفاسد مثلا.. يمكنك أن تنعته بالانتهازي الذي تنكر للعمال وتحالف مع حملة رأس المال.. وأن تقول عنه أنه خان طبقته وباع حاضنته التي ينتمي إليها.. فهذه كلها شتائم متساوية في الإقذاع إذا ما أردت المبالغة في الإقناع..

ولكن أن تصفه بأنه كهربائي أو جزار، وأن تعايره بسنوات عمله في شركة اللحوم.. فهذا ليس شتما للأمين العام، بل كشفا لأحلامك البورجوازية التي تستنكف من العمل، وتتمنى لو أنك في منصب الأمين العام !..
هكذا تصل القيادات إلى مراكز القرار النقابي.. ثم نلعنها بدورنا لأنها باعت بفلس قضية العمال !..
الذي يشتم الأمين العام للعمال بأنه عامل، لا يفعل غير شتم نفسه لأنه مازال عاملا..
عندما تستعير الطبقة العاملة معجم البورجوازية في التشاتم في ما بينها فهذا لا يعني إلا شيئا واحدا: الطبقة العاملة بالفكر أو بالساعد هي في الدرجة صفر من الوعي..

الفنادق وسيارات “الباسات” التي تُهْدَى أو تُغْتَصَب، هي المشترك بين الشاتم والمشتوم.. الفرق الوحيد هو أن أحدهما له ملكية الواقع، والآخر ملكية الحلم.. !

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock