تدوينات تونسية

عن ثورة الجياع همسة أخرى في أذن لا تسمع

نور الدين الغيلوفي

#عنثورةالجياع
#همسةأخرىفيأذنلا_تسمع

ثورة الجياع.. 
هل يقودها المُتْخَمُون الذين يأكلون ولا يعمَلُون ويقترسون ما ليس من عرق جبينهم ويصرخون في وجهنا ليل نهار؟

ألا ترى أنّ كلّ الذي ينجزونه اجتماعات عاصفة لا تنتهي ومؤتمرات جوفاء لا تُحَدُّ وحديث مرسَل لا يتوقّف وصراخ مزعج يصمّ الآذان في لحظة تاريخية تستحقّ فيها البلاد عملا كثيرا وقولًا قليلا وجهودا متضافرة؟
يعلم هؤلاه الأشباه أنّهم يستقوون بصراخهم وبانتفاخهم على حكومة عاجزة قاصرة يقوم عليها مرتبكون لا يستطيعون.. وبدل أن يساعدوها على العبور بالبلاد والخروج من النفق يحفرون لها أنفاقا متجدّدة فيضطرّونها إلى الخضوع لصناديق النهب والإملاءات.. ألا يكونون جنودا لدى تلك الصناديق دورُهم مطاردة الحكومات المتتالية حتّى لا تجد لها ملاذا إلّا في أحضان الصناديق ومن يقف خلفها فتخضع لها بالقول والفعل؟
ليس من العقل ولا من الرجولة ولا من الوطنية ولا من العدالة أن يهدّد البلادَ بثورة جياعها بعضُ المتخَمين المسؤولين عن تجويعهم.. نعم.. إنّني أرى في قيادات العمل النقابي ببلادنا كثيرا من الأدعياء الوالغين في أرزاق الناس المستولين على حقوقهم وليس لهم من الأمر شيء سوى قبّعة النقابة التي يضعونها على رؤوسهم..
تلك ظواهر صوتية جوفاء تُحْدث وَقْعَ الطبول في ليلة عاصفة وهي تحسب أن صخب أصواتها ينطلي على الجائعين ويُشبعهم..
من علّم هؤلاء الأشباه الصراخ بما لا يعلمون؟
الصراخ بات بلا ثمن..
والنضالية باتت سلعة لا يحتاج أصحابها إلى غير التثاؤب من نوم ثقيل..
والعنتريات لا تجعل من أبناء الصراخ ورثة شرعيين لعنترة بن شدّاد..
هؤلاء جزء من المشكل ولن يكونوا من أهل الحلّ لأنّهم حشروا أنفسهم في العقد والتعقيد..
متى تزول هذه العقدة من عنق الوطن؟

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock